حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32429

الاسلام كتاب مسطور ومنظور

الاسلام كتاب مسطور ومنظور

 الاسلام كتاب مسطور ومنظور

16-01-2016 09:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
القران الكريم هو الكتاب المسطور للكون ولمكوناته وحركته ونظامه في فلك السماء الدنيا ،ليمنح الحياة لهذا الكون ، وكذلك فانه يهدي ويرشد الإنسان في تعامله مع الكون ومع ذاته والآخرين، حتى لا يتضارب مع قوانين وأنظمة الحياة ،وذلك من خلال إتباع شريعة أو دين الله الخالق لهذا الكون، فكما أن هذا القران قد حُفظت حروفه وكلماته وآياته من تحريف الإنسان ، فان الكون أيضا قد حفظ بميزان العدل والتوازن من طغيان وإسراف الإنسان،ولهذا فان خروج الإنسان عن دين الله أي الخروج عن شريعته ينعكس سلبا على نفسه وعلى بيئته والكون الذي يعيشه ، نتيجة طغيانه وإسرافه ، فالإنسان محكوم بالالتزام بقوانين وأنظمة هذا الكون يستدل عليها من الكتاب المسطور(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ) وهذه هي حقيقة ومقاصد التوحيد والعبادة التي تجعل الجميع على منهج واحد ضمن اعتقاد واحدـ تمكن الإنسان من العيش في كون واحد.........

لقد تنوع خطاب القران الكريم للناس وذلك حسب تصنيفهم مع بداية الكتاب وبداية سورة البقرة ،فقد خاطب المؤمن بنعمة الهداية عليه وانعكاسها على فلاح حياته ،وحثه على التزود من علم الكتاب بالتدبر والاقتداء بالرسول ،وان يكون القدوة للآخرين بترجمة الخير في الكتاب المسطور على واقع الحياة ، كما خاطب الكافرون والمنافقون بان عذابهم وأمراضهم الجسدية والنفسية وواقع حياتهم ومعاناتهم هي من ما ترجمة الواقع المنظور لما اقترفته الأيدي لما نهى عنه الكتاب المسطور من شر أنفس الناس ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا )............

لهذا فان قليل من التدبر لآيات كتاب الله تعالى المسطورة هي منظورة على الكون وعلى حياة الإنسان في كل زمان ومكان ، فشرع الله تعالى أي دين الله تعالى قائم على كونه طوعا وعلى لإنسان طوعا و كرها ،فكلا له نصيب من السعادة أو الشقاء في حياته الدنيا وفي الآخرة أعظم، والتي تم ذكرها في الكتاب،وان تدبر كتاب الله تعالى على واقع الحياة يمنح الإنسان اليقين بخيره العظيم ، يمنحه الفهم الصحيح لميزان الحق الدقيق الذي يحكم الكون به........
ميزان حق تقوم عليه السموات والأرض يحفظ نظام هذا الكون لهذا فان الحق لم يحابي أحدا من خلقه ومهما بلغت درجته، تجد ذلك في آيات كتابه في الوعظ والتصحيح لأنبيائه ورسله ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) وقال تعالى(عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ)،وكما تجد ذلك مع من خالفوا أمر الرسول( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير)كل ذلك يدل على علو الإسلام بالحق.......
كثيرا من الدعاة المحسوبين على رجال العلم يدعون الله تعالى ومن على منابر الرسول أن ينصر الله تعالى دينه،وذلك لغياب الفقه والتدبر في الكتاب المسطور وحكمه ليطابق الواقع المنظور، وعدم تميز الدعاة بهما عن الجهل والضلالة ،مما يلبس على العامة أفكار غير واقعية عن الدين، ومدخل للمشككين فيه ، فالدين هو شرع الله تعالى للكون والإنسان شريعة عدل التي تقوم عليها السموات والأرض شرع يفرض نفسه كمنهج لحياة الإنسان المؤمن والمنافق والكافر ، ولهذا فان لكل صنف من أصناف البشر له حياة خاصة به من السعادة او الشقاء من تدبير الخالق سبحانه وتعالى نصرا لدينه الذي لا يحابي أحدا وان كان رسولا أو نبيا أو تابعا.فدين الله تعالى قائم على هذا الكون قائم بميزان العدل الدقيق ،وما نراه من قتل وجوع وخوف هو ناتج أعمال البشر ضمن حب النفس وشهواتها ومصالحها التي تفرق الجمع لمناهج واعتقادات متعددة ينتج عنها صراع الإنسان مع الإنسان يغيب فيه الأمن والأمان، وهذا الواقع يفسر مقصد توحيد وعبادة الله سبحان وتعالى في الأرض ، وتكليف المؤمن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودفع الناس بالناس ،فالله سبحانه وتعالى غني عن البشر وعبادتهم إنما أراد للإنسان أن لا يشقى في الحياة الدنيا ولا يتحقق ذلك إلا بالتوحيد وفرض توحيد المنهج ،لهذا فان دار الآخرة دار جزاء ولست دار عبادة .......
إن دين الإسلام منهج وعمل يشمل كل أنواع الحياة ،يحث على الترابط والحب والإيثار والصدق وعدم الغش وهذه من أسباب انتشاره ،فأين نحن من ذلك ،والحقيقة أن الإسلام عند أهله، أصبح مجرد صورة من العبادات التي تقام في محيط النميمة والبغض والحقد إلا من رحم ربي لهذا فقد وظفت صورة الإسلام للقتال والفتنة تفريغا للحقد والكراهية،ان عذاب الله تعالى إذا ما حل على فئة يبدءا بالمتعبد القائم الراكع لأنه لم يغار على محارم الله التي تحفظ الحياة هذا هو الإسلام دين منصور بالحق في القول والفعل ،اسأل الله لي ولكم العفو والعافية وان يمتنا مسلمين اللهم أمين .......








طباعة
  • المشاهدات: 32429
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم