بقلم :

 نرى هذه الأيام الزخم الكبير للمسلسلات والأفلام العربية منها والأجنبية الكثيرة والمتنوعة حيث يتزايد عددها وبشكل مستمر وملفت للانتباه وتتعدد أشكالها المختلفة من حيث الموضوعات أو الفكرة الدائرة حول الفيلم أو المسلسل ومن حيث نوعية الفيلم : أكشن رومانسي أو حتى أفلام الرعب الخ.....

 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل هذه المسلسلات والأفلام تعتبر للتوعية الإيجابية أم للتعليم السلبي؟؟ لا تستغرب ! فهذا السؤال قد يكون في منتهى الخطورة !! فلو دققنا النظر في واقعنا الحالي على سبيل المثال ولو قلنا أن هناك مسلسل معين تدور أحداثه حول فكرة معينة مثلا : موضوع (السرقة)! وهو موضوع شائع وشبه دائم طرحه في المسلسلات والأفلام المختلفة طبعا القصد من طرحه هو التوعية للموضوع وخطورته وما هي أعقابه .

 وهذا طبعا في منظور الجميع هو الهدف المنتظر.. إلا أننا وللأسف الشديد قد نشهد عكس مفهوم التوعية عند بعض الناس فمثلا (عند السارق ) مشاهدته للمسلسل تعني تعلم الطرق والأساليب الجديدة لكيفية السرقة أي التعلم السلبي وليس التعلم والتوعية الايجابية.

 إذا ليس دائما طرح الموضوع يكون إيجابيا عند جميع المتلقين أي وبمعنى آخر فإن طرح المسلسلات التوعوية تعتمد وبشكل كبير على المتلقي نفسه . فعلى سبيل المثال إن كان المتلقي من أصحاب الجرائم المختلفة فإنه سيأخذ الموضوع من الجانب السلبي ويقوم بتطبيق ما شاهد وهذا أمر مفروغ منه ، لهذا الفكر من الناس .

 ولكن وبالوقت نفسه طرح نفس الموضوع وهو (السرقة) لدى العائلات بشكل عام يعطي جانب توعوي يترتب عليه زيادة في أخذ الحيطة والحذر من هذا الموضوع ومعرفة الأساليب والوسائل المختلفة ثم محاولة تلاشيها بالحذر التام. لقد تناولنا هنا موضوع واحد من كثير من الموضوعات وهو(السرقة ) التي قد تفهم بشكل عكسي سلبي وهنا تكمن المصيبة.

هذا وقد تكون هناك مواضيع كثيرة تطرح الكثير من الجرائم المختلفة لتوعية الناس الا أنها وللأسف الشديد تفهم بشكل خاطئ عند أصحاب الجرائم وقد تعتبر أشد خطورة مما ذكر. إذا متى ستقتصر المسلسلات على التوعية الإيجابية المطلقة ؟؟ وهل هذا الأمر يعتبر من المستحيلات ؟ ربما عندما يغير الإنسان فكره وتتساوى الأفكار لدى جميع الناس وهذا أمر مستحيل وقتها قد يحصل ذلك.

 فإذا كان الفكر نفسه سلبي إّذا فما بالك في كيفية تلقي الموضوع وفي النهاية كل ذلك يعتمد على الإنسان نفسه. فبرأيكم هل يمكن أن يأتي يوم وتتساوى فيه الأفكار من حيث تلقي الموضوعات المختلفة؟! فلتنتظر ونحن معك من المنتظرين ...