17-01-2016 09:31 AM
بقلم : د. نزار شموط
فتح الفيس بوك الشبابيك على مصرعيها ليكشف كل مستخدم عن صفحته الشخصية والنفسية والاجتماعية , ليراه الجميع .
لقد تغلغل الفيس بوك في حياتنا لدرجة ان عدد من ينظم اليه يزيد على المليون عضو شهرياً , وهو يقوم بطرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علناً على محركات البحث على الانترنت , مثل غوغل , وياهو بهدف الدخول المبكر في السباق لبناء دليل إلكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية , مثل السّير الذاتية , وأرقام الهواتف ,وغيرها من سبل الاتصال بالشخص ، وهواياته , وحتى معلومات عن أصدقائه وأهله .
لقد تم الكشف منذ زمن عن شبكة يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي , إضافة إلى أمريكا الجنوبية , تهدف لاستقطاب الشباب من خلال حوارات تهدف لسبر الاعماق النفسية للمستهدفين وكشف نقاط الضعف , بعد ذلك الايقاع بهم وتهديدهم بفضح اسرارهم وكشف حواراتهم الخاصة سعياً لتوظيفهم ليصبحوا عملاًء لهذه الجهات , وهذا ما تقوم به بعض الحركات المتطرفة لاستقطاب الشباب واغوائهم لتبني افكار متعصبة ومتطرفة وبالتالي انظوائهم تحت مظلة هذه التنظيمات او الطوائف او الجماعات .
لقد فتحت هذه الوسائل من مثل فيس بوك , واتس آب , وبلاك بيري , وتويتر و وانستغرام وغيرها الباب على مصراعية للتعارف بين الشباب والبنات , وبدون ضوابط , وهذا افسح المجال للمنحرفين بأغواء البنات , وخاصة صغيرات السن منهن بالكلام المعسول , والوعود الكاذبة , وابتزازهم بكافة السبل , تحاشياً لنشر صور او حوارات خاصة لهن تتم من خلال غرف الدردشه , والهواتف النقاله والعناوين البريديه والرسائل , والعكس صحيح حيث توجد بعض المنحرفات يقمن بنفس الدور ويغرين الشباب وخاصة المراهقين منهم .
كذلك بات بعض ما يسمونهم ( بالهاكرز ) اختراق الايميلات والصفحات الشخصية لمستخدمي الفيس بوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل , وسرقة الصور والبيانات والمحادثات الخاصة , ونشر اشياء مسيئة لتشويه سمعة وصورة صاحب الصفحة , او صاحبة الصفحة وابتزازها بنشر الصور الخاصة بها .
كثير من القصص بتنا نسمعها عن اسائة استخدام هذه المواقع التي هي في الاصل مواقع ترفيهية تهدف للتواصل بين الاهل والاصدقاء .
لذلك يجب على الفتيات توخي الحذر في التعامل مع هذه الوسائط واستخدام برامج حماية اصلية , حتى لا تتعرض اجهزتهن للاختراق والتجسس وسرقة محتوياتها .وهذا يقودنا للتحذير من التقاط صورخاصة جدا ونشرها فيما بينهن وتخزينها في الهواتف النقاله , لان الهاتف معرض ايضاً للضياع والسرقة , ناهيك عن الاختراق الذي تحدثنا عنه .
كذلك عدم السماح لابنائنا الصغار استخدام هذه الوسائط بدون توجيه ومراقبة من الاهل , لما تتيحه هذه الوسائط من امورلا تصلح للصغار ولا تتناسب مع تفكيرهم وخبراتهم وقدراتهم .
فالمطلوب ان نقوم بتعريف ابنائنا على محاذير استخدام هذه الوسائط , وكيفية التعامل معها , بما لايتعارض مع منظومتنا الفكرية والدينية والقيمية والخلقية .