ما حدا فينا قادر يستوعب ماذا يحدث ولماذا يحدث وكيف السبيل للخروج من النفق, فالوضع الاقتصادي المتردي للمواطنين وارتفاع الاسعار بشكل جنوني قبل رفع اسعار المحروقات والارتفاعات الاخرى المتوقعة للاسعار, دفعت كثيرا من المواطنين لعمل المحظور او التفكير في عمله, لعل وعسى ان يساهم ذلك في سد بعض "خزوق الحياة" التي تفتحت بكثرة هذه الايام, فالاتجاه الى طلب الرشوة او تقديمها سيزداد وستزداد عمليات السرقة والنهب, وسيزداد توتر الاعصاب اكثر من هيك, وستزداد حالات العنوسة وكذلك حالات الطلاق, كما سنسمع كثيرا عن اطفال لقطاء ملقون على قارعة الطريق او عند مداخل المساجد... الخ.

 اعرف صديقا دفعته الحاجة الى الاغتراب منذ سنوات وعمل هناك ليل نهار وبدأ بتحويل المال الى زوجته واولاده وكان قد اشترى بقرض من البنك وعلى ان تقوم زوجته بتسديد القسط الشهري للقرض والصرف على الاولاد ومصاريف العائلة وتوفير الباقي لانه ما كان يحوله بانتظام كما اعلمني كان مبلغ لا بأس به وبعد سنوات عاد من غربته ليجد ان زوجته »خلعته« وان القرض لا زال على حاله دون اي تسديد وتشتت العائلة والاطفال واصبح يحاكي نفسه وتعرض الى حالة مرضية خطيرة نتيجة الغضب والتفكير واصبح "على الحديدة" بسبب طمع الزوجة, واعرف اخر يملك شركة ناجحة مع شقيقه دفع الطمع زوجة الاخ الكبير بان يطرد شقيقه الشريك في الشركة بعد سنوات طويلة من العمل والتعب, وبطريقة ما اصبحت الشركة "مديونة" والاخ المطرود صفى على »الحديدة« وهو معيل لاسرة كبيرة في حين الاخ الكبير »يلعب في المصاري لعب« وكل شهرين يسافر على دولة هو وزوجته المصون, وانا على يقين بان هناك عشرات الحالات المشابهة والمماثلة تحدث يوميا.

 لا اعلم كيف حدث هذا الانقلاب الاخلاقي الكبير وبسرعة البرق وهو بالتأكيد انعكاس للانقلاب الاقتصادي, وسنسمع عن حالات اخرى كثيرة تحدث في مجتمعنا الذي كان يتصف بالاخلاق الحميدة وبدفء العلاقات الاجتماعية والاسرية.

  abuabdullah56@hotmail.com