بقلم : هاشم الخالدي

كنت قد كتبت سابقا بأن السياسة الضريبية التي تنتهجها حكومة الدكتور عبد الله النسور ستؤدي بالبلاد الى الهلاك لاسمح الله .

وكنت قد قلت في مقالي السابق ان اعلان شركات وعلامات كبرى مثل (هوم سنتر) و(سبلاش) و(سنتر بوينت) و(mark & spen cer) انسحابهم من السوق بسبب ارتفاع الضرائب ينذر بما لا يدع مجالا للشك بأن الكارثة قادمة .

اليوم فوجئت بأن بداية الأزمة والكارثة قد اتضحت ملامحها ، فقد اعلنت مجموعة ( الحكير ) أن المجموعة قررت مغادرة الأردن اسوة بباقي الماركات العالمية احتجاجا عن سياسات الحكومة الأردنية التي أصبحت لاتطاق وسط ازدياد نسب الضرائب والجمارك .

ما ذكره المدير المالي لهذه المجموعة ويدعي محمد حبش خطير جدا ويستأهل الوقوف طويلا ، فقد ذكر في تصريحات خاصة ل"سرايا" أن الضرائب كانت تفرض من نسبة 14 % وفجأة اصبحت 20 % وهذا أمر لا يسكت عنه وتسبب بتطفيش معظم المستثمرين الهنود والاماراتيين والسعوديين واللبنانيين الذين غادروا الأردن بسبب تضييق الخناق عليهم وزيادة الضرائب وتعقيدات الاجراءات الجمركية .

سأضرب لكم مثالا بسيطا على موقع "سرايا"
اليكم المثال :
لنفرض أن احد زملاء التسويق استجلب اعلان بقيمة (100) دينار للموقع ، فكم تتوقعون نسبة الضرائب التي ندفعها عليه .
1- 16% ضريبة مبيعات
2- 5% ضريبة دخل
3- 1%ضريبة نقابة الصحفيين
اذا يتبقى من مبلغ (100) دينار (88) دينار يخصم منها الآتي :
1- 75 دينار بدل رسوم غرفة التجارة
2- 373 دينار بدل رخصة المهن لأمانة عمان الكبرى
3- 1000 دينار سنوي (فرضت جديدا على كل مؤسسة اعلامية تدفع لنقابة الصحفيين )
4- بدل كهرباء
5- بدل ماء
6- بدل رسوم انترنت
7- بدل رواتب
8- بدل صيانة اجهزة
9- بدل شراء أجهزة كمبيوتر
10- ايجار مكتب
بحسبه بسيطة ومجدولة رياضيا يتضح أن من يستطيع جلب اعلان بقيمة (100) دينار فهو عمليا سيجبر على دفع ثلاثة ارباعه بدل رسوم وضرائب ويتبقى له 25% من قيمة الاعلان وهذه مصيبه بحد ذاتها ؟؟؟

ومعروف أن الاعلانات هي شحيحة بالاصل ، مما يوفر مساحة للشيطان كي ينزغ البعض نحو الابتزاز لاسمح الله وهي ظاهرة محصورة ، لكن التضييق الحكومي في الضرائب على الاعلانات سيجعلها تجارة رائجة !!

فاذا كان اعلان بقيمة (100) دينار يتسبب بكل هذه الكوارث وينذر باغلاق مؤسسات محترمة ، اليس من المفروض ان تحترم الدولة نفسها وتقلل من ضرائبها على صناعة الاعلام والاستثمار كي نشجع قدوم المستثمرين بدل تطفيشهم .

من هذا المنبر ادعو الحكومة لعقد مؤتمر وطني بالاشتراك مع نقابة الصحفيين وغرفة صناعة عمان كي تتحول الى دولة جاذبة للاستثمار وليس دولة منفرة للاستثمار فما تضعه نقابة الصحفيين من رسوم وضرائب اصبح فوق الوصف وماتضعه دائرة ضريبة المبيعات والدخل أصبح خياليا جدا وسيتسبب بانهيار كل شيء .

لا أعرف شركة (الحكير) او مجموعة (الحكير) ولكنني أدرك أن مغادرة هذه الشركات الكبرى هي كارثة بحد ذاتها اذا ماعلمنا ان شركة (الحكير) لديها (800) موظف سيجدون انفسهم في الشارع ، لذا نحن نتكلم عن (800) عائلة أردنية شردتهم الحكومة .

اطرق هذا الجرس لعل وعسى أن تفوق الحكومة من غيها وأن تفوق نقابة الصحفيين من ظلمها كي لا نجد انفسنا ملزمين بالوقوف امام نقابة الصحفيين احتجاجا على الضرائب والرسوم ، لان هذه فضيحة بحد ذاتها اذ يفترض أن تسعى النقابة لحماية أفرادها .. لاتقتلهم ؟
انتبهوا الى الشركات القادمة .... فالقادم أعظم
وللحديث بقية

الكاتب: مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com