19-01-2016 09:44 AM
سرايا - سرايا - يعرض متحف الأردن الواقع في منطقة رأس العين، قلب مدينة عمّان، حيث توجد أمانة عمّان الكبرى ومنشآت عمّان الثقافية، تراث المملكة الحضاري والتاريخي ضمن قاعات مميزة بتصميمها. ويعتبر المتحف مركزاً وطنياً شاملاً للعلم والمعرفة يعكس تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، راوياً قصة الأردن في الماضي والحاضر، حيث ينعكس هذا التصور على البناء الخارجي للمتحف الذي ترمز حجارته الخشنة والملساء إلى الماضي والحاضر، بينما يرمز الزجاج للمستقبل.
يشتمل متحف الأردن على مركز للصيانة والترميم، ويدعم البحث والنشر العلمي، كما يقدم المعارض الدائمة والمؤقتة، ولديه برامج للتواصل مع المؤسسات وفئات المجتمع كافة.
ويعد المتحف مركزا للمعرفة والتعلم في آن واحد، حيث يهدف إلى ربط الأردن بالثقافات المختلفة، وربط فئات المجتمع الأردني بحوار ذهني كي يساعدنا في مواجهة صعوبات المستقبل. كما يهدف ليكون نقطة انطلاق تشجع ضيوفه على استكشاف مواقع الأردن الحضارية في المدن والريف والبادية، ويطمح لأن يقدم لضيوفه تجربة تفاعلية متكاملة نابعة من حضارة الأردن وتاريخه.
التاريخ والاثار والحياة الشعبية.
تشغل قاعات العرض جزءً كبيراً من مساحة مبنى المتحف البالغة 10,000 متر مربع، وهي تعرض حوالي مليون ونصف المليون سنة من تواجد الإنسان على أرض الأردن، بداية من العصر الحجري القديم حتى الزمن الحاضر ضمن ثلاثة أجنحة رئيسة هي: الآثار والتاريخ، والحياة الشعبية، والأردن الحديث. ويسرد متحف الأردن قصة أرض وإنسان الأردن بالتسلسل التاريخي والمواضيع المنتقاة باستخدام اللوحات المصورة، وأكثر من ألفي قطعة أثرية معارة من دائرة الآثار العامة، والمواد المصممة خصيصاً لإثراء العرض. وتروي معروضات التسلسل التاريخي قصصاً مختلفة حول تسع مواضيع حيوية هي: البيئة، الغذاء، الفنون، التفاعل الحضاري، السياسة، الصناعة، التواصل، الديانات، الحياة اليومية في الأردن عبر العصور.
وتتوزع «المواقع التفاعلية» ما بين قاعات التسلسل التاريخي، حيث تعرض المواضيع المكملة لقصص التسلسل التاريخي. تعتمد هذه المواقع على أسلوب التفاعل مع الضيوف بشكل أكبر من عروض قاعات التسلسل التاريخي، وتتواصل معهم في مواضيع علم الآثار والتعدين، والإنسان المبدع، والبداوة والترحال، والكتابة، والإنارة، وأطفال الأردن.
كما يضم المتحف مساحة مخصصة للتعليم والتعلم، تتميز ببساطة التصميم وتوفر الوسائل والأدوات الأساسية للقيام بالنشاطات الفنية والحرفية، وتهدف إلى تمكين الأطفال من التعبير عن إبداعاتهم المستوحاة من زيارتهم للمتحف.
ولضمان استدامة وسلامة القطع الممثلة للإرث الحضاري، يجمع المركز الخبرات العملية والعلمية إضافة للأجهزة الحديثة، ليصبح مركزا للصيانة والترميم ليس في الأردن فقط بل وفي المنطقة.
وتحتوي مكتبة المتحف على عدة آلاف من المطبوعات والمنشورات في حقول الآثار والتاريخ والتعليم وعلم المتاحف، والعديد منها تم إهداؤه للمتحف. هذه المكتبة لاستخدام موظفي المتحف والباحثين المختصين.
التأسيس والانطلاق.
انطلقت فكرة إنشاء متحف وطني لعرض كنوز الأردن الأثرية والتراثية في ستينيات القرن العشرين، وفي عام 1980 عقد المؤتمر الدولي الأول لتاريخ وآثار الأردن برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال في أكسفورد، وأوصي المشاركون بإنشاء متحف وطني، تبع ذلك تشكيل ”جمعية التراث الأردني“ عام 1989 برئاسة سمو الأمير الحسن وعضوية عدد من المهتمين ومندوبي المؤسسات الحكومية والجامعات، ووضعت هذه الجمعية الأسس التي تطورت لتصبح المفاهيم العامة للمتحف. أما التمويل فقد أتى عام 1999 عندما وقعت الحكومة الأردنية اتفاقية قرض مع الحكومة اليابانية لتمويل «مشروع تطوير القطاع السياحي» ومن أهم مكوناته «المتحف الوطني».
في عام 2002 أصدر صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إرادة ملكية سامية بإنشاء «المتحف الوطني»، وتمت الموافقة السامية على نظام المتحف عام 2003.
وانطلق العمل على إنشاء المتحف عام 2005 عندما وضعت جلالة الملكة رانيا العبدالله، رئيسة مجلس أمناء المتحف، حجر أساس المبنى، وأقر مجلس الأمناء اسم متحف الأردن.
يذكر ان المعماري الأردني البارز جعفر طوقان قام بتصميم مبنى المتحف، أما تطوير المشروع فهو جهد مشترك ما بين وزارة الأشغال العامة والإسكان، ووزارة السياحة والآثار، ودائرة الآثار العامة، وأمانة عمّان الكبرى بالتعاون مع الحكومة اليابانية عبر الوكالة اليابانية للإنماء الدولي (جايكا)، كما عقد متحف الأردن عدة اتفاقيات تعاون مع متاحف عالمية ومعاهد مختصة، ويتعاون المتحف بشكل دائم مع الجامعات والمعاهد المحلية.