19-01-2016 11:04 AM
بقلم : المخرج هاشم المشاعلة
لم نراعي فيما سبق عرضه وبيانه المُستخدم السيء أو الحسن لهذه الوسائل الإعلامية ، و إنما كان كلاماً عاماً دون تخصيص أو تحديد ، ولكن مما لا يخفى على أحد هذا الأثر المدمر لهذه الوسائل الإعلامية في الفترة السابقة و الحالية ، لأنها مستغلة – في الغالب – من قبل أناس يتبعون غير سبيل المؤمنين ، و يعيثون في الأمة فساداً و إفساداً ، والله المستعان .
إن الأثر السيء – جداً – لهذه المضامين الإعلامية المدمرة ظاهر للعيان فلا يحتاج إلى طول بحث أو تعب لوضع اليد عليه ، و إن مما زاد الأمر ضغثاً على إبالة وفي الزِّمانة علِّة و الطين بلة تلك التبعية العرجاء لغرب ضل وتاه ، فالدعوة المجنونة الأحقاد إلى التغريب صنعت كظيظاً من الزحام يخُبُ فيه أقوام من التائهين ، و تضيع فيه فئام من الهائمين من المبهورين في بريق الغرب الخادع ، و زينته المصطنعة و بهرجه المزيف ، فاتخذوه دليلاً لهم بعد أن حسبوه خريتاً أميناً ! :
كبهيمة عمياء قاد زمامها أعمى ! على عوج الطريق الحائر !!
فإلى أولئك الغارقين في بحر التقليد المذل و إلى اللاهثين خلف سراب خادع مضل إليكم هذه الإلماعة و هذا النداء .
و قد حرصت في السطور السابقة على وضع اليد على مكمن الداء ليكون العلاج يسيراً سهلاً ، فإن تشخيص المرض نصف الدواء أو جله ، وحتى نستأصل الورم و نطهر الدغل لابد أن نتبع تشخيص الداء دواءً نافعاً حاسماً لمادة المرض ، فهذه إذن شيء من النصائح و التوجيهات التي تعين في التصدي لهذه الهجمة الإعلامية السيئة على مجتمعاتنا :
• علينا أن نقوم بدور متقدم عبر العمل على بناء المجتمع بناءً سليماً بالوسائل الشرعية السليمة ، بنشر التوعية الصحيحة و تحذير الناس من هذه المضامين الخبيثة .
• أن نعيد للأمة رموزها الحقيقيين وقادتها الفعليين الذين أمرنا بسؤالهم و الانصياع للحق الذي معهم ، وهم العلماء الربانيين على منهاج النبوة فهم الحراس الحقيقيون لهذه الأمة .
• أن نعود بالأمة إلى المنهج الصافي الأمين ، منهج الصحابة و التابعين ، فهو خط الدفاع الأول عن كيان الأمة والذي أمامه تذوب كل محاولات الإختراق ، فنبرز محاسن هذا الدين بأساليب التربية المعروفة من التربية بالقدوة و غير ذلك ، ليربو النامي لدينا معتزاً بما يحمله في صدره من ميزات لدينة و مقومات لعروبيته و سمات في مجتمعه .
• أن نعيد الأمة إلى منابع العلوم و إحياء حلقات العلم الصافي ، فينشغل الناس بما ينفعهم في دنياهم و أخراهم بالإلتفاف حول المعلميين المشهود لهم بحسن العقيدة وصفاء المنهج و الإهتمام بالكتب و الشروحات السنية ، فإن هذا له كبير الأثر في إنعاش الأمة و الإرتقاء بها .
• أن ننهض بإعلام يرقى بشموخ ، بعرض سليم و مضمون رصين ، ولغة صادقة مبدعة .
• الوقوف بجدية أمام ما يحاك لهذه الأمة من المخططات الرامية إلى سلخ هذه الأمة من منهجها الصحيح و معتقدها السليم ، وتشتيتها شذر مذر وتذويبها في أطر مقيتة و أفكار محدثة رديئة .
• ينبغي فضح الإعلام السيء وكشفه أمام الناس علهم يقفوا على فداحة الخطب فيتوقفوا عن تعاطي ذياك الذنب
• أن يعاد للأسرة دورها الأساسي الذي كانت عليه من ذي قبل ، فهي الحضن الدافئ الذي يحوي الجيل القادم بداخله .
• أن يعود المربي ( الأم ، الأب ، المدرسة ) إلى مكانه الصحيح في ريادة وتوجيه الجيل الناشئ ، و إرشاده إلى الصحيح و السليم ، وحمايته من كل فكرة مغشوشة .
• أن يتسلم الأب مهامه القيادية بكل مسؤولية واهتمام داخل أسرته ، وإعطائه حقه من الإحترام و الهيبة و المركز ، ليكون أهلاً لهذه المهمة التي أنيطت به ، ليكون في أسرته ( حارس البوابة العنيد ) ليحدد لها ما هو صالح ويحميها من كل ما يفسدها و يسممها .
• أن ينتبه ولاة الأمور المعنيون بهذا المجال الإعلامي ، فليقطعوا عن الأمة كل صوت نشاز ، ويحرموا كل فكر دخيل من فرصة ( الإتصال الجماهيري ) ، و أن يعملوا على تغذية المجتمع بالمضادات الحيوية التي تحول دون إصابة الأمة بأمراض عقدية وفكرية مزمنة ، و إنشاء حائط صد تتكسر عليه كل الشبهات التي تثار كل حين لتدمير الأمة ، و سور لمنع تسرب فتنة الشهوات التي تضخ لإفساد الناس و مسخهم .
• و أن تكثف الجهود لجهاد هذا الغزو الفكري الغربي اللئم ، حتى نتركه في العراء ، و حتى يرعوي من اشتد تعلقه بذاك الغرب الخرب ، فيعود إلى حوزته و ينتمي إلى مظنته ، و يكون خير لبنة في خير بناء .
هذا لا بد منه بدل أن نظل في فلك الصراخ و الصياح جراء الألم الذي تحدثه لنا هذه المضامين الإعلامية ، فإن اعتماد الناس عليها اليوم كبير جداً ، وتعد من أهم وسائل الإتصال الموجودة اليوم بين البشر ، ولعها تعد – اليوم – من أخطر أساليب العولمة الخبيثة ، فلأجل ذلك كله – وغيره – لابد من المسارعة إلى رقع هذا الخرق قبل أن يتسع على الراقع ويلات حين مناص .