بقلم :

 لقد مللنا من تكرار عبارات اللوم والشجب والادانة والاستنكار التى يطلقها الزعماء والمسئولون العرب كلما قامت إسرائيل بأىٍ من جرائمها النكراء ، تلك العبارات التى تشدو بها وسائل الاعلام العربية من بعدهم حتى تصيب الشعوب العربية بالملل منها ،فعبارات الشجب والادانة التى تصدر عن الدولة العربية الفلانية هى ذاتها التى تصدرها الدولة العربية العلانية ، وكأن العرب قد اتفقوا على صيغة موحدة للشجب والاستنكار !!

وحتى قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة التي ما أن تصدر حتى يدخل بها الساسة الإسرائيليون إلى المراحيض ! وقديماً كان «تشرشل» يقول : استخدم صوتاً ناعماً واحمل عصا غليظة ، وهذا يعني أن عبارات الشجب والتنديد صارت مملة وهي لاتخيف ذبابة ، فما بالك هذا العدو الصهيونى الغاشم ؟!

العرب لديهم وسائل وأساليب كثيرة بإمكانها أن توقع عقوبات موجعة لا بإسرائيل وحدها ، ولكن بحلفائها التقليديين أيضاً، فهؤلاء الحلفاء لهم مصالح اقتصادية ونفطية مع العرب . ولهم علاقات لايستطيعون التفريط فيها بسهولة ، بل إن مجرد التلويح باستخدام وسائل الضغط هذه في إمكانها أن تقلب الموازين وأن تجعلهم يعيدون حسابهم ، وليس المطلوب على كل حال أن يتخلوا على تحالفاتهم التقليدية مع إسرائيل لأن هذا قد يكون صعباً ، ولكن على أقل تقدير تجعلهم يراجعون أنفسهم مئة مرة عند تعاملهم مع القضايا التى تخص الشأن العربى ــ الاسرائيلى .

 أتمنى من الزعماء العرب أن يبحثوا فى تلك الوسائل لردع هذا البغي والطغيان الذي زاد عن حده ، بشرط ألا تحتوى تلك الوسائل على الشجب والاستنكار والتنديد !