26-10-2010 04:13 PM
مع كل ثانية انتظار تجتاح عالمي المتأرجح..... وبين عقارب الساعة يلهو عقرب الوقت.....أتقافز مع كل انزلاقة إلى الأسفل ... تلك الضربات ... دقات الساعة تحرقني تبعثرني ... تبعث في داخلي شعورا بالخوف أو ربما التقزز...من شيء ما ... من صوت ما ... تك ... تك ... لم يتبق وقت طويل ... تقترب النهاية ... خمس دقات وينتهي كل شيء.... خمس دقات وهذه الساعة اللعينة لن تتوقف .
الدقة الأولى كيف أستقبل القادم ... مشرق الوجه ، ربما بدأت حقا أعشق مثل هذه النهايات لقدوم فجر جديد ... آه ... ما أقسى المجهول ، وكيف يتربع على الأنفاس كاتما إياها حتى الأعماق ... حتى الجذور .. لا بل حتى ذلك الجزء المجهول من اللاشعور ... تراه ... هذا القادم كيف يكون ... ؟؟؟
الدقة الثانية أفتح جهاز التلفاز .... ألوان براقة ... أجساد بين مد وجز ... موسيقى صاخبة تعلن حالة فوضى يعيشها الناس ... احتفال ما ... حلم ... فرح ... صور لانفجار ... أغلقه بعفوية .. ربما بخوف ... بارتجافة تسري بين جوانب القلب فيبدأ الجسد بالارتجاف تماما كتلك الساعة التي تتجمد على جدار العين نهاية حزينة لثانية أخرى......
الدقة الثالثة الليل ذاهب في الحزن ... يغزو قسماته الذبول ، لا لون له ... نجوم مطفأة... ما أقسى ليل لا تلونه نجوم ... متى يغرق الليل في فجر يوم جديد ، ربما لا يفرق الليل..... بل الفجر يلقي بأمواجه على شواطئ الليل فيخطف منه لونه الأسود فيتركه بلا لون ... ليتلاشى دون أثر ولا حضور ... الساعة فجأة تعلن ولادة جديدة لأخرى ...
الدقة الرابعة أصوات ... المآذن في الخارج تملأ المكان سكينة وحياة ... صوت نعشقه ، يتربع على وسط القلب ... صوت ينبعث فيبعثر عتم الليل ... ويتناثر بردا وسلاما على الكون لتزدهي بأجمل الثياب .. ليختلط الأبيض والأسود بحب وجمال ... أصوات العصافير تعلو ... وتعلو... لتبدد ما تبقى من سكون الفجر ... ومن بين ضباب النوافذ المغلقة ... لتنتهي الثانية الرابعة ويبدأ فعلا فجر جديد .
الدقة الخامسة أغصان الأشجار تضرب زجاج نوافذ البيت .. أغصان جرداء عارية من ورق ... تبدد خوف الليل وبرد الثلج وانطلاقة ريح تعصف بفروع الأشجار ... أغصان تتلصص علي تحاول التأكد من يقظتي ، وسلطان النوم يمارس سطوته وما زلت في حالة الصحو .. أجمع أجزائي لمعركة القادم ... الوداع ... الرحيل ... الفقر ... الجفاء ... وربما ااستقبال فرح طال انتظاره ...
أيتها الأغصان بهذا الجسد المتعب الشقي سأغلق بوابة الريح ... أمزق في عيوني ذكريات ليل طال .. أقلب وريقات التاريخ المعلقة على جدران ليل ما سكن سواده ... أحاول إيقاف دقات ساعتي الجدراية ... غافلتني الساعة وأعلنت وفاة الدقة الرابعة ... الدقة الخامسة .
كم كنت غبيا حين سمحت لك بالرحيل ، آه كم ستلهو بي أشباح الوحدة والظلمة والحلم الجديد ، اعتدت وجودك تماما كوجود القلب المتعب في الجسد المسجى على بوابة الانتظار ... غافلتني الساعة ، أعلنت الرحيل ... وتركتني وحيدا ألتهم ما تبقى من ذكريات جميلة ... عطرك ... ابتسامتك ... نظراتك ... شعرك الكستنائي ... عيناك الغارقتين في حلم لم يأتِ ... ذكريات تمتد من وجد إلى نهاية العمر ...
Maf_1231@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-10-2010 04:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |