23-01-2016 09:50 AM
سرايا - سرايا - استضاف اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، مساء يوم الأربعاء الماضي، الأديب والإعلامي الزميل حسين نشوان، في محاضرة حملت عنوان: «الثقافة والإعلام.. التباس العلاقة»، أدارها رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان، وسط من من المثقفين والمهتمين.
واستهل نشوان محاضرته بالإشارة إلى أن عنوان ورقته يتكون من مفردتين متشابكتين ومتقاطعتين في آن معاً، هما: «الثقافة الإعلام»، إذ تبدوان للوهلة الأولى لفرط تكرارهما اليومي في الصحافة والإعلام، وحشرهما معاً في الخطاب الرسمي، وكأنهما عنوان لإسم واحد، أو وجهان لعملة واحدة، والصحيح أن الأمر يختلف كثيراً وينطوي على تعقيد كبير، مشيرا إلى أن الورقة التي تحمل عنوان «الثقافة والإعلام»، تقود إلى عدد من الأسئلة التي تتصل بسمات الإعلام وخصائصه، وكذلك الثقافة وأدوارها، والسؤال، ما هو الإعلام؟ وما هي عناصره؟ وأدواره ووظائفة، وفي المقابل، ما هي الثقافة؟ وما هي أدوارها ورسالتها؟ لا بد من القول أن الإعلام قبل كل شيء هو أداة، أو برأي فوكو «شكل»، وهذه الأداة/ الشكل تتنوع بين الصحافة المقروءة، المرئية، المسموعة، المشكلة هي في تحول «الشكل الأداة إلى محتوى/ سلطة»، من خلال الخلط بين الشكل والمحتوى.
ويضيف المحاضر: تاريخياً قامت على الإعلان كوسيط تجاري، وبالتالي فهي تنتمي لحقل «البزنس»، التجاري الذي يرتبط بعجلة رأس المال، وتنتمي الصحافة في تطورها إلى تغذيها على تطور رأس المال والنشاط التجاري والقطاع الصناعي، بمعنى أنها كانت تقوم بدور الترويج للمنتج وتعيش على هامشه. في عصر ما قبل التكنولوجا، كانت التحالف تقتصر على السلطة والمال، وفي عصر العولمة واتساع الأسواق وثورة الاتصال، والتطور الهائل في التقنيات الإعلامية «الميديا» التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، وبروز الشركات العملاقة وعابرة القارات تناما دور الإعلام. اتسع شكل التحالف ليضم السلطة ورأس المال والميديا.
ويؤكد نشوان أنه وفي سياق تلك تحالفات «السلطة، رأس المال، والميديا» برز نوعين من السياسات الثقافة: ترويج الثقافة الاستهلاكية، واحتواء الثقافة الجادة، وكذلك الغزو الثقافي والاستلاب، مبينا أنه في البلاد العربية تجاوز عدد القنوات الفضائية عتبة الـ 700 قناة، وهي تفصح عن فوضى «زادت البلة طيناً»، تعمق أزمة الثقافة والهوية في انقسامها طائفيا، وإقليمياً «تحولت الفضائيات الدينية إلى ساحة حرب بين الشيعة والسنة وبين الصوفية والسلفية»،وكما يشير التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية»، إلى استئثار القنوات الدينية في العام 2007 بنسبة 18.6 % مقابل نسبة 18.3 % لقنوات الأغاني، ومن بين النتائج التي توصلت إليها دراسة أعدّها قسم الصحافة في إحدى الجامعات الأميركية بالاشتراك مع جهة استطلاعية عربية في الشرق الأوسط حول دور الفضائيات العربية في نشر الثقافة العربية المعاصرة أن لغة الإعلام الفضائي تتميّز بالركاكة والأخطاء الّلغوية الشنيعة، وأنها لغة تصادر الرأي الآخر.
وتحدث نشوان عن «احتواء الثقافة الجادة، واحتواء رموزها، وتطرق إلى الغزو الثقافي والاستلاب، وخطورته، من خلال اطلاق العديد من الفضائيات الناطقة باللغة العربية في دول عدة من مثل: أميركا، روسيا، فرنسا الصين، كوريا..، وتركيا التي قررت لعب دور إقليمي فبدأت بالاستثمار في الصناعة الإعلامية وتحديداً صناعة الدراما، وهذا وضع خطير خاصة إذا علمنا أن 80% من الأخبار والمادة الإعلامية تأتي من الدول الصناعية في مقابل 10-30% من البلاد النامية وهذا الزخم الهائل من المواد الإعلامية ينبئ بعواقب وخيمة اجتماعية وثقافية بل حتى سياسية وأمنية.