سرايا - سرايا - يستعرض كتاب (مصطفى وهبي التل.. عرار بعيدا عن الشعر) لمؤلفه الباحث محمود عبيدات العديد من المواقف السياسية والفكرية والانسانية في حياة شاعر الاردن الكبير.
يضيء الكتاب الصادر حديثا عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة منشورات جرش مدينة الثقافة الاردنية، على تلك الجوانب المجهولة التي جعلت من قصيدة عرار خالدة في ذاكرة الابداع حيث الكلمة الصادقة والملتزمة بقضايا الوطن والأمة، مثلما يبين الكتاب ان عرار هو واحد من ابرز رجالات العرب الذي امضى حياته في مسيرة حافلة بالعطاء ووضع بصمته الخاصة في تاريخ الاردن الحديث.
يستهل المؤلف عبيدات الكتاب بمقدمة يشير فيها الى ان شخصية الشاعر عرار كانت مع تصطف مع الحركات الوطنية العربية وملتزمة بالخيار القومي التاريخي بوعي ناضج تتجسد فيها افكار ومباديء وقناعات وخبرات وطنية آمن فيها عرار بعنفوانية الخطاب والكتابة ذات الرؤية الممتدة في نبض غزير المعطيات.
ويضيف المؤلف عبيدات في المقدمة ان عرارا عاصر الثورة العربية الكبرى وقرأ وعانق بيانها التحرري الاول واعتبره المشروع القومي العربي الوحدوي الذي لا بديل عنه كمنطلق للوحدة والحرية وانها تشكل عودة الروح للانسان العربي، مثلما عاصر الثورات ضد الاستعمار قي عدد من البلدان العربية وصفق لابناء وطنه من الاردنيين الذين شاركوا وقادوا البعض منها امثال: علي خلقي الشراري، محمد علي العجلوني، محمد جلال القطب، خلف محمد التل، احمد التل، محمود ابو غنيمة، كما يشير الى طلب عرار بان يكون وجميع طلبة المدارس والمعاهد شركاء في الثورة ضد الاستعمار والاحتلال لبلاد الشام.
توزعت محتويات الكتاب الى ستة فصول حملت جملة من العناوين، حيث عاين الفصل الاول: قراءة في شخصية عرار سماتها وعصاميتها وتفاعلها الاجتماعي ووفائها واعتزازها بشرف الانتماء الوطني والقومي.
وتناول الفصل الثاني الابداع الثقافي الفكلري والفلسفي لدى عرار ومفهوم الثقافة لديه ومستوى عرار الثقافي وترجمته لرباعيات الخيام وردوده على امين نخلة ومقالاته الاجتماعية والسياسية واسلوبيته وانتماءه الفلسفي وعمله الصحفي.
وتحدث الفصل الثالث من الكتاب عن مواقف عرار السياسية الداعمة لطموحات ابناء الوطن ضد الفساد والمفسدين وموقفه من الحكومات المتعاقبة ومن سياسة الانجليز بالمنطقة، في حين ابرز الفصل الرابع انخراط عرار في العمل السياسي من خلال المؤتمرات الوطنية ومشاريع تاسيس الاحزاب والوقوف على منهجيته في العمل السياسي الذي يتبدى في الخطابات المعارضة لاساليب عمل المعارضة، ويبحث الفصل الخامس في مرحلة النضال الطلابي لعرار ورؤيته للمشاريع القومية العربية وموقفه من القضية الفلسطينية وتامينه الحماية لثوار فلسطين واستقباله لشباب طولكرم باربد وموقفه من نكبة فلسطين العام 1948.
ويقرأ الفصل السادس حكايات عن عرار حول ظاهرة تكرار نفيه وسجنه ولدى اقامته في دمشق وبيروت وحلب وعمان والحجاز والعقبة والشوبك وموقف مصطفى وهبي التل من الوظيفة.