09-09-2008 04:00 PM
يتحدث الجميع هذه الأيام عن فورة الفساد التي ضربت البلاد ، متناسين ان ثمة فساد اعم وأكثر بلاءً أصاب بعض الأقلام الصحفية التي تفتعل الأحداث وتحرض الرأي العام وتغتال الشخصيات . ثمة فساد صحفي في الأردن ينبغي التوقف عنده وتشكيل لجان تحقيق فيه ومحاسبة المسئولين عنه ، وثمة أقلام احتلت المشهد واستأثرت بعقول الناس محاولة فرض رؤيتها للأمور، واحتكار الوطنية وتوزيع التهم الجاهزة والمعلبة . خلافا لكثيرين لا أرى ما يحدث من مناكفات في الوسط الصحفي الأردني وعلى صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية صدى لصراع قوى ، العكس هو الصحيح فهذه الأقلام الجاثمة على صدورنا منذ سنوات هي التي تحرك مراكز القوى وتدير صراعاتها وتحرضها ضد بعضها. (شياطين) الصحافة الأردنية ان صح التعبير هي التي تتحكم بالمشهد تماما . صحف يومية يتلاعب بها كتاب زوايا وأعمدة كيفما يشاءون بدعوى كشف الفساد في حين ان الهدف الحقيقي الإطاحة بأسماء ورموز محددة والقضاء على قصص نجاح حقيقية . ومواقع الكترونية تشترك في هذا الفساد بشكل مفضوح بل وتوغل فيه فتدعم طرفا على حساب آخر وتحجب رأي كاتب دون آخر وتمنع تعليقات قراء دون غيرهم. نقابة الصحفيين بدورها تشترك بهذا الفساد بصمتها الغريب والمريب وعدم الإدلاء بدلوها فيما يدور من سجال نعتقد انه كان سيبقى صحيا ومطلوبا لو انه لم يتحول إلى حملة لاغتيال الشخصيات واستهدافها والطعن في وطنية كل من يخالف الرأي ويتبنى موقفا آخر أو يدافع وينتصر لطرف دون آخر . الحكومات الأردنية المتعاقبة أيضا ساهمت في هذا الفساد لأنها المسؤولة عن خلق هذا الجو الموبوء من الأعطيات وإعلام الفزعة والاصطفاف وتخريج جيل كامل من كتاب التدخل السريع . هي اذا سياسة إعلامية رسمية ، جرَت على البلد مخاطر سياسية واقتصادية، إقليمية ومحلية . فهل يتدخل القصر لصالح تغييرات تزيح القيادات الإعلامية التي تسببت في هذه الأخطاء، وافتعلت هذه المشكلات؟ قبل الحديث عن إزاحة مراكز القوى . قلنا سابقا إن إعلامنا المرعوب إعلام موجه يفتقر إلى الشفافية والموضوعية والتعاطي الجاد السليم مع كافة القضايا ، فكان السبب وراء أزمات الأردن الداخلية والخارجية.. وقلنا إن بعض الأقلام الصحفية فوضوية وعبثية ومزاجية ، استغلت العلاقة مع رجل السياسة على نحو خاطئ فكانت إما بطانة محرضة مأجورة . أو أقلاما استغلت الأجواء وركبت الموجة. على الأقلام الصحفية التي تطالب بإقالة عوض وتعديل حكومة الذهبي ان تصدق مع نفسها أولا وان تبصر الجذع في عينها قبل أن ترى القذى في عين الآخرين. لكن للأسف ثمة عالم سفلي مظلم للوسط الصحفي الأردني ينتسب إليه بعض كتاب الزوايا الذين يقودون معركة الحرص على الولاية العامة والأعراف الدستورية بينما مهمتهم الحقيقية هي الارتزاق والهتاف بشعارات متباينة . فلا يمكن مثلا حصر عدد المقالات والزوايا التي غصت بها أعمدة بعض الصحف اليومية الأردنية، في حملة محمومة وهجمة إعلامية مركزة على "الإخوان المسلمين" والحركة الإسلامية قبل أشهر ليتحول الأمر بعدها إلى سباق بين ذات الأقلام للتغزل بحركة حماس وتعداد محاسن الإخوان . في مسألة معركة الفساد .. واضح تماما ان الحكومة خرجت من اللعبة وسلمت الأمر إلى الصحافة لتدير المعركة . وفي حديثنا عن فساد بعض الأقلام الصحفية ،لكن ثمة أخيرا سؤال بريء حول (تحويش) الفساد : ما سبب هذه الطفرة في الكشف عن جملة من قضايا الفساد في فترة زمنية لا تتجاوز الشهرين ؟ وأين كانت الصحافة عن كل هذه القضايا قبل أشهر فقط او حتى قبل سنوات ؟.لماذا هذا التزاحم العجيب والغريب للكشف عن فساد لم يثبت هنا أو هناك
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-09-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |