26-01-2016 09:51 AM
بقلم :
السياسات العربية تتخبط داخليا وخارجيا ؛ السياسات العربية عجزت عن مواجهة كل حدث عربي وقع ، وعجزت عن استرجاع القدس العربية ، وعجزت عن المحافظة على السودان العربي الموحد ، وعجزت عن مواجهة أطماع إيران الصفوية ...
السياسات العربية لا وضوح ولا ثبات ولا أهداف مرسومة لها... ولا زلنا نتذكر الحكومات العربية كيف تعاملت مع غزو العراق للكويت بصرامة شديدة وباستعجال كبير ؛ ولا زلنا نتذكر كيف تعاملت الحكومات العربية مع ثورة الليبيين بصرامة شديدة وباستتعجال كبير ...
ولكننا رأيناها اليوم عاجزة تماما” عن نصرة الشعب العربي السوري المظلوم ، بالرغم من تعرض هذا الشعب العربي لكل أنواع الإجرام الهمجي ، وبالرغم من تعرضه لحملات الإبادة المستمرة ومنذ عدة سنوات وباستخدام كل أنواع الأسلحة : العنقودية والفسفوربة والكيماوية والبراميل وغيرها ...
وقفت الحكومات العربية مشلولة أمام التدخلات الايرانية المتواصلة في شئون أمتتا العربية ، والتزمت الصمت المطبق والمخجل أمام العربدة الروسية المتواصلة فوق الأراضي السورية ...
في بدايات الثورة السورية أوهمت الحكومات العربية الشعب السوري المسكين بأنها الداعمة القوية له ، وبأنها الأمينة والحامية والراعية لثورته المقدسة على طاغية الشام وعلى أجير إيران ، ووجهت كل طاقاتها لدعم هذا الشعب العربي الثائر على الذل والظلم والإستبداد ، ووجهت مشايخها وكل علمائها لحث الشباب العربي على تصرة السوريين المضطهدبن والمظلومين ...
وبعد عدة سنوات اتقلبت هذه السياسات العربية الحكومية ، وبدأت الحكومات العربية بمعاقبة كل شاب عربي ذهب او فكر في الذهاب لنصرة السوريبن المضطهدين والمظلومين ...
بعد عدة سنوات رفعت حكوماتنا العربية يدها عن الشعب السوري المسكين ، وتركته وحيدا” أعزلا” أمام وحشية النظام السوري وروسيا وايران ؛ فإيران الفارسية اليوم تدفع بكل مليشياتها لدعم هذا النظام المجرم ؛ والروس يضاعفون من دعمهم اللامحدود لهذا النظام المجرم والقاتل ، وهم يشاركونه حملاته المستمرة الهادفة لابادة وتجويع وتركيع السوريين ...
رفعت الحكومات العربية يدها عن الشعب السوري المظلوم والمكلوم ، وهو الشعب الذي صفق لها كثيرا” ووثق بها وبكل تعهداتها وبوعودها في بدايات الثورة السورية ...
الحكومات العربية عاجزة عن نصرة العرب السوريبن ، وليس لديها القدرة والجرأة لنجدة المحاصرين والجائعين ؛ وهي لا تملك القدرة والجرأة لإرسال قليل من أكياس الحليب لإغاثة الأطفال الجائعين والمحاصرين في الغوطة والزبداني ومضايا ... !!!
وكأن السياسات الحكومية العربية يجري رسمها في كوكب آخر غير كوكبنا الأرضي !!! السياسات العربية ومنذ قديم الزمان يصعب على الانسان العربي المثقف تبريرها ووضع التفاسير المعقولة والمقبولة لها ؛ سياسات تتقلب بين النقيض والنقيض وبين الصمت والفزعة ، وسياسات تتراوح بين العاصفة الهوجاء وبين السكون ؛ سياسات عجز كل العرب عن فهمها ...
الحكومات العربية تكرر في محطاتها الرسمية القول بأن ايران طامعة في ثرواتتا وفي بلادنا العربية ، وبأن ايران تتدخل في كل شئوننا الداخلية ، وكلنا يعلم بأن هذه الحكومات العربية هي التي دعمت وبقوة كبيرة الحملات الامريكية الاجرامية ، والتي خططت لإحتلال العراق ثم سلخه عن محيطه العربي بعد تسليمه لايران الفارسية ، وقد كان العراق العربي قبل الاحتلال الامريكي السد المنيع أمام كل الأطماع الايرانية والتوسعية ...
يرددون في إعلامهم الرسمي بأن ايران دولة طامعة ، وبأنها تتدخل في كل بلادنا العربية ؛ وفي نفس الوقت وجدناهم داعمين للحكومات الشيعية الطائفية المنصبة في بغداد ، حكوماتنا العربية دعمت حكومات بغداد الطائفية ألموالية لايران ، وهذه الحكومات الطائفية العراقية ؛ همشت العرب السنة وشجعت العصابات الشيعية المجرمة على قتلهم وعلى تهجيرهم وعلى التنكيل بهم ...
يقولون في محطاتهم العربية الرسمية بأن العراق العربي يتمزق ويتفتت ، ويكررون بأن هناك مخطط لتقسمه الى ثلاث أو أربع دويلات ؛ وفي نفس الوقت كانت هذه الحكومات العربية هي الداعم القوي للحكومة الكردية العاملة في الشمال العراقي ؛ وجدناها داعمة لهذه الحكومة الكردية المتآمرة ، رغم احتلالها المتواصل لمدينة كركوك العربية النفطية ، ورغم قيادتها للحملات الشرسة والهادفة لتهجير ولتدمير قرى ومدن العرب السنة الواقعة في الشمال العراقي ؛ رأيناهم داعمين لهذه الحكومة الكردية المجرمة رغم إطلاقها ليد مليشياتها الكردية المجرمة لتروع وتقتل وتهجر العرب السنة في الشمال العراقي والسوري ، وجدناهم داعمين لهذه الحكومة الكردية المجرمة رغم مباشرتها برسم حدود وطنها المزعوم وعلى حساب القرى والمدن العرببة السنية وعلى حساب الوجود العربي في الشمال العراقي والسوري ...
السياسات العربية خيالية ولا تخصع للعقل ولا للمنطق أبدا” ... وكأنها مرسومة في كوكب آخر !!! وأنا لا أدري ما هو شكل وما هو لون هذا الكوكب الآخر ... ولكنني أعلم بأنه كوكب أعجمي وليس عربي !!!