26-01-2016 09:53 AM
بقلم : ديما الرجبي
في الصالونات السياسية دائماً ما يتطرق الجالسون على معلوماتهم ومبادئهم الثقلى بالبيّنات، الموثقة تاريخياً. ليبدأ حوار سرد الإدانات والمواقف وينقسم المتحمسون إلى فصيلين " مؤمن" و " مُدين"
الغريب في الأمر والذي استدعاني إلى كتابة هذا المقال هو " التيه" الذي يعتري اولائك الحالمين في تصوراتهم؟!
فلو سلمنا جدلاً بأن إيران ليست العدو الأول " للعرب أجمع و السنة" وأننا بتخبطنا هذا نحيد عن بوصلة " العدو" الأزلي وهم " الصهاينة" وأن ايران همها الأول المقاومة والممانعة وتحمل القضية الأم على ظهرها هي ومن انبثق من عباءتها "حزب الله" الذي أثبت اخلاصه للقضية بصواريخه الساحقة الماحقة .
فلماذا لا تشن حرباً مباشرة ومعلنة ومعدة ومجهزة على عدونا المشترك ؟؟!!
بدلاً من الاستماتة في تحقيق المشروع " الشيعي" الزاحف بين منامات الآمنين ؟!!
كثيرٌ منا يعرف الإجابة لهذا السؤال، ولكن بعض السطور إن وضعت ألهبت حماسة الغير وأعتبر الأمر تدخلاً سافر منا إذا أدلينا بدلونا ، فلنعلق الإجابة على جيد الحريات المبتورة إلى حين قريب ..
الواضح والجلي بالأمر أن أمريكا تلعب دور المصلح والموافق على جميع المواقف التي تخرج على السطح فتراها تارة مباركةً التدخل العربي الخليجي في الحرب ضد الإرهاب وأخرى توافق على خطوات قطع العلاقات الدبلوماسية وأخيرة تحتضن المفاوضات وتباركها وتبقى في خط الدفاع الأول لصغيرها المدلل " اسرائيل" ومع ذلك وبحكمة عجوزٍ أكل الدهر عليه وشرب تراها تحاول الإبتعاد عن تبني أي موقف اتجاه ايران ولا حتى التطرق إلى ذكر أخطاءها ؟!
هل المشروع الايراني في المنطقة أشد بأساً على العرب من الصهيونية الأمريكية ؟؟
المشروع الصهيوني الأمريكي في الشرق الأوسط بدأ بمخرجات ثابتة وانطلق نحو إعادة صياغة المنطقة جغرافياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
الهدف هو إقامة "إسرائيل" العظمى من النيل إلى الفرات وإعادة صياغة المنطقة وتركيبها جغرافياً وبشرياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وفق المخططات والمصالح الأمريكية والصهيونية ولمحاربة العرب والمسلمين.
كيف يقع العرب في ملحمة دموية من ذات النسيج؟!
خلق تلك الكتل الممانعة استجلب حضوراً مثيراً من الشعوب في وقت ارتسمت به القوى الامريكية والصهيونية بعد وقوع العراق، وأصبح المؤمنين كُثر والمواقف والصواريخ أكثر والخطابات التي تدب في روح الإنكسار العربي الحماسة كان مشتعلاً على قدمٍ وساق .
إلا أن أصبح لكل سلطانٍ سلطانه، واختلف الممانعون والمؤمنون فيما بينهم واخترقت الصفوف وتاهت البوصلة وأصبحت المصافحات خير بديلٍ عن القضايا المفصلية فلكل منهم هدف يسعى لتحقيقه .
لا نمجد في المقاطعات ولا التدخلات ولا التخبطات ولكننا نحاول أن نمسك العصا من النصف حيث أننا قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب عالمية ثالثة ، لو كانت ايران ليست عدواً يستحق كل هذه السطور وأننا خنا قضيتنا بتركيزنا على تحركات ايران في المنطقة ؟؟
فإذاً على من نلقي حق هذه الدماء والتهجير والتجويع ؟؟ ومن هم الذين ساعدوا في تفريخ المجاهدين المتطرفين ؟؟ ولماذا يميل الشباب إلى تلك المعسكرات الجهادية المتطرفة ؟؟ ولماذا ينسلخون من معسكرات الممانعة إليهم ؟؟ ولماذا تلك المعسكرات مشغولة في اقامة دولتها على الأراضي أكثر من انشغالها في تحرير الأرض من أنظمتها الفاسدة ؟؟
أليس هذا الأمر الذي وصلنا إليه من صنع المخططات الصهيوأمريكية ؟؟
إذا العرب أخفقوا وتمزقوا والممانعة تعيث بالعرب السنة قتلاً وفساداً والصهاينة ينتظرون تحقيق نبؤتهم والأمريكان يصفقون لإنجازاتهم ؟؟
فعلى من نلقي اللوم مثلاً ؟؟ وهل تبقى لنا أي أحدٍ نثق به ؟؟
أعتقد أن كلا المشاريع متفقة على أمرٍ واحد وهو تطهير عرقي سني عربي وبعدها إذا أفضى الله لنا بالعمر بقية قد تنشب حرباً أخرى فيما بينهم وهكذا إلا أن يحدث الله أمره في الأرض ...
والله المستعان