26-01-2016 09:57 AM
بقلم : زيد فهيم العطاري
خرج رئيس دولة فلسطين بجملة من التصريحات تعكس مواقفاً قد تكون أقسى على أمهات الشهداء واكثر فجيعة من فقدان أبنائهم عندما قال: "انا لا أسمح لاحد أن يجرني الى معركة لا أريدها” وهنا يجدر السؤال هل هو من يعكس إرادة الشعب فعلاً وإن كان كذلك فلماذا لغة المفرد هذه!!؟.
وفيما يخص التنسيق الأمني خرج الرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة ملوحاً ومهدداً، بوقفه والتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال إن لم يرتدع عن غطرسته واجراءاته الاستفزازية، ولكن ومنذ تلك الخطبة العصماء إلى يومنا هذا لم يتبدل شيء بل على العكس يخرج الرئيس مؤكداً على هذا التنسيق ومفسراً له قائلاً: نحن نمنع أي عمل هون او هون. وهنا يجدد السؤال بل ويُستفز العقل واقفاً ومتسائلاً عن سبب ما قيل بالجمعية العامة هل هو تخدير او تهدئة لخواطر الفلسطينيين أم هو مناورة سياسية لرجلٍ اختار طريق المفاوضات ولا يريد سواه.
تمسك الرئيس عباس بألياته ووسائله في تسوية القضية الفلسطينية دون أي نيةٍ بتغيرٍ يتلاءم والواقع الجديد الذي تتصاعد فيه العربدة الإسرائيلية يؤيشر على استمرار في التفرد المفرط بالقرار الفلسطيني،كما يُدلل ايضاً على أن إعلان دولة فلسطين جاء ليشغل السلطة الفلسطينية ورئيسها بخطوات سياسية تتماشى والوضع الدبلوماسي والسياسي الجديد لدولة فلسطين ورئيسها الذي يسعى لعقد مؤتمر دولي للسلام ظناً منه أن وجود فلسطين فيه كدولة سيغير شيئاً او يحدثُ فرقاً، وهل ستترك الدول الكبرى ما تنشغل به من صراع النفوذ والمصالح في سورية والعراق لتلتفت إلى قضية فلسطين التي لم تعد على رأس الاولويات فالمصلحة فيها واضحة مع من!؟.
إن الرئيس الفلسطيني يسمي ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم هبة شعبية ويؤكد على دعمها وسلميتها بمعنى انه يقف سداً منيعاً امام أي عملية قد تعكر سلميتها التي يريد عن طريق الاعتقالات وإفشال أي عمليات قد تستهدف الكيان الإسرائيلي، وبهذا وإلى جانب وقوف الفصائل على خط التماس الجانبي يبقى الشعب الفلسطيني وحيداً، في ملعب المواجهة مع اسرائيل وبطشها، فبعد ما سمعنا ونسمع من قيادات ما تُسمى الفصائل الفلسطينية التي انسلخت عن الشارع وتحولت إلى طبقاتٍ سياسية تتبادل التصريحات، ليس من المتوقع أن نرى عمليات استشهادية في العمق الإسرائيلي بالتالي الشعب سيبقى وحيداً يحاول إذكاء نار انتفاضته.
أما بالنسبة للمصالحة تستمر الكرة الطائرة بين ملعبي فتح وحماس فالأولى تؤكد والأخيرة بالتصريحات تندد وعلى ر المقاومة تعزف وتمجد دونما إضافة نوعية لمصالح الشعب الفلسطيني فاللعب بالمفردات ما يزال هو الغالب فبين حكومة وفاق وانتظار حكومة وحدة يبقى الانتظار وتبقى حالة الاستدفاء على امجاد الماضي ففتح ما زالت تغني بأنها من أطلق الرصاصة الأولى متناسية ان هذه الرصاصة مر عليها عقود وحدث بعدها ما حدث من تنازلات وانقسامات وتراجع، اما حماس تتغنى بأمجاد حروبها في القطاع متناسيةً هي الأخرى أنها لم تقدم شيئاً لدعم المقاومة الشعبية في الضفة معززة بذلك فكرة وحالة الانقسام جغرافياً بين الضفة والقطاع.
ختاماً بقي أن نُشير أنه وعلى ما يبدو فإن إعلان الدولة الفلسطينية جاء لزيادة عدد حبات البيض في سلة السلطة السياسية فقد ازدادت المخاطبات السياسية وتنوع مضمونها وسجل انتصاراً سياسياً شخصياً يضاف لسيرة عباس السياسية ليس أكثر.