بقلم : هاشم الخالدي

مازلت اذكر ذلك المشهد التمثيلي المضحك لعادل امام عندما اراد تأدية دور من ثلاث كلمات لا اكثر في فيلم مرجان أحمد مرجان يقف فيها على المسرح قائلا : لقد وقعنا في الفخ .

اجزم اننا (على الأقل في العاصمة) وقعنا في فخ التنبؤات الجوية المضطربه سواء كانت التنبؤات الرسمية او تنبؤات الهواة (كما يسمونهم) .

لست معنيا بالقاء الاتهامات على احد ، لانني اعتقد ان الدولة الاردنية والحكومة الاردنية هي الاقدر على تحديد المذنب الذي لا بد ان يتحمل ما وقع فيه المواطن الاردني من صراع المتنبئيين الجويين الذين اربكوا البلد وساهموا في خسارات تصل مئات الاف الدنانير دفعها المواطن الاردني وهو يتهافت على شراء الخبز والمعلبات والمعاطف والمواد الغذائية والغاز والصوبات وغيرها وغيرها العشرات من انواع التدفئة لتأمين بيته واولاده من العاصفة القادمة .

اذكر .. قبل العاصفة بأيام نشر أحد المواقع الالكترونية ومن باب الترويج لنفسه (سامحه الله) ان الاردن سيشهد عاصفة ثلجية لم تمر على الاردن منذ ثمانين عاما .

شخصيا .. انزعجت من الخبر .. وداهمني الخوف من ان يكون هذا الكلام صحيحا خاصة ان الموقع اعتمد في خبره على موقع اردني خاص متخصص بالنشرات الجوية .

موقع اخر (لا اعرف اسمه) كتب باننا مقدمون على ام العواصف .
وعمليا .. لم أرى حتى الان لا ام العواصف ولا اخت العواصف ... فما الذي حدث ؟؟

ذكر لي احد الخبراء ان اهالي العاصمة تحديدا خسروا ما مقداره مئات الالاف من الدنانير نتيجة تهافتهم على شراء المواد الغذائية والغاز والخبز وان محافظات قريبة من العاصمة دفعت ايضا عشرات الالاف ولم يكن المنخفض سوى منخفض اقل من عادي كان يمر مرور الكرام على الاردن دون ان نلمس ذلك التهويل الذي وضعنا في موقف وكأن الدولة بقدها وقدويها مقدمة على حرب استنزاف ؟!!

الخبير ذكر لي بان نسبة استهلاك الغاز خلال الايام الماضيه بلغت ( ٧٠٠) الف دينار بينما دفع الاردنيون ثمن شراء خبر بواقع ( ٢٥٠) الف دينار وبحسبه تقديريه يمكن ان تكون نسبة بيع المواد التموينيه مليون دينار ان لم يكن اكثر.

من سيتحمل هذه الكلفة العالية لخسارة المواطن ، ومن يتحمل الكلفة العالية لسهر رجال الدفاع المدني والامن العام والقوات المسلحة والبلديات وامانة عمان ومضاعفة اعداد الموظفين لغرف الطوارئ وتحديدا في العاصمة اذ كان من الاولى الاكتفاء بغرف الطوارئ العادية دون ان نتكلف بكل هذا الكم من الاشخاص الذين لم يجدوا اي شيء يستحق اعلان الحالة القصوى للطوارئ .

نعم..لقد ارهقنا ماليا.. وارهقت الدولة ماليا ووظيفيا ونحتاج ان تضع النقاط على الحروف وان لا نقع في الفخ مرة اخرى والا كنا مضطرين لاتهام البعض بالتواطؤ ..

اعتقد ان ماحصل جريمة بكل مكونات العمل الاجرامي ، لان الايام القادمة ستشهد اضطرار مواطنين لرمي اطنان من الخبز في الشوارع في الوقت الذي يتمنى طفل سوري او عراقي الحصول على قطعه من رغيف الخبز.

الحكومة اعلنت انها ستقوم بسن قانون من اجل ضبط هذا الانفلات ، لكنني اعتقد اننا بحاجة الى ضبط بعض القنوات الفضائية التي تتكفل في كل ساعة في بث الرعب في قلوبنا بان حرب الثلوج .. قادمة.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com