سرايا - سرايا - في خريف 2013، رسمت الفنانة الشابة سناء على الحوامدة لوحتها «التفاؤل بشفاء» من حديقة مركز نيولايف للأورام في مدينة إسطنبول التركية.«التفاؤل بشفاء» لوحة انسانية نابعة من من عمق القلب والروح، بنيت على الامل والامنيات التي ترجوها الفتاة الجرشية اليافعة سناء، من أجل شفاء والدها من مرض السرطان الخبيث.

من عمق الامل ترسم سناء وهي ترسم وتتخيل: فرح والدها لكل منجز تقوم به، تتخيل حضنه الدافئ الحنون حين يضمها عند تفوقها الاكاديمي وحين ترسم لوحة، وتتخيله ممسكا بيدها في عرسها وفي عيناه دمعات الفرح والحزن على بعدها، وتتخيله جداَ طيبا لاطفالها يلاعبهم ويناغيهم.في اللوحة بدا ان الشمس في طريقها نحو الغروب، وان الخريف قد انهى مهمته السنوية الازلية، ويمكن رؤية ذلك من خلال أغصان الشجرة العارية من أوراقها على يمين اللوحة، وكذلك من اللون البرتقالي لاوراق الشجر على اليسار، وبدا ان الاجواء ممطرة، وذلك من خلال انعكاس اضاءة الاعمدة على مسطح الطريق المبللة بماء المطر، وعلى مياه البحر أيضاً، اما تأكيد ذلك فيأتي من المظلة التي تحملها الممرضة. فيما السماء قد اشتدت زرقتها وانعكست على سطع البحر.

أبدعت سناء الحوامدة في رسم انبعاث الاضاءة وبعثرتها حول وحدات اللانارة وانعكاسها على أغصان وجذوع الاشجار، وجعلت من الضبابية التي نثرتها في المكان، صورة ابداعية جميلة تظهر مدى حس الفنانة واحترافيتها رغم حداثة سنها.محور اللوحة هو الشخصان في منتصف اللوحة، الشخص الاول هو علي الحوامدة والد الرسامة سناء أثناء خروجه للمشي والتنزة في حديقة مركز نيولايف للاورام، والى جانبه تمشي الممرضة بزيها الابيض وقبعتة الممرضات البيضاء، وقد أمسكت بمظلة مخططة باللونين الاصفر والاحمر للوقاية من الامطار.وجد على الحوامدة والدها لدى ابنته موهبة الرسم، وعرف منذ البداية وكان عمرها 7 سنوات ان بإمكانها ان تكون فنانة تشكيلية مبدعة، فقام على تشجيعها ودفعها نحو هذا الفن، فهيأ لها الظروف اللازمة ووقف الى جانبها، الى ان اصبحت قادرة على تطويع الالوان والفرشاة بإتقان.يذكر ان سناء أهدت اللوحة لوالدها يوم عيد ميلاده وخروجه من مركز العلاج في السابع من تشرين الثاني.