27-01-2016 10:17 AM
سرايا - سرايا - سمر عبد الجابر شاعرة فلسطينية من مواليد الكويت 1985، صدر لها حديثا عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع مجموعة شعرية حملت عنوان: «كوكبٌ منسيّ»، ويأتي هذا الإصدار بعد مجموعتين شعريتين هما:»وفي رواية أخرى» في العام 2009، والثانية «ماذا لو كنا أشباحا»، في العام 2013، ولجابر مشاركات في المهرجانات والملتقيات الشعرية العربية، ويذكر أن مجموعتها الشعرية «ماذا كنا أشباحا»، على الجائزة الأولى في مسابقة الكاتب الشاب للعام 2012 مناصفة مع ديوان «الرابعة فجراً في السوق»، للشاعر «طارق العربي»، وكما حاز ديوانها الأخير «كوكبٌ منسيٌ»، على دعم مشروع «صِلات: روابط من خلال الفنون» في دورته الثالثة، وهو مشروع بادرت إليه مؤسسةعبد المحسن القطان «فلسطين»، وصندوق الأمير كلاوس «هولندا»، في العام 2012، بهدف تعزيز الحياة الثقافية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتعزيز صلة العاملين في الحقل الثقافي في المخيمات مع زملائهم في المجتمع المدني اللبناني وخارجه، وذلك عبر تقديم الدعم لمشاريع ثقافية وفنية جديدة.
وكتب الشاعر والناقد اللبناني عباس بيضون على الغلاف الأخير للديوان يقول:»سمر عبد الجابر تملك حساسية واضحة، بل إن شعرها الأقرب إلى البساطة، هو هذه الحساسية العمرة بالملاحظات والالتماعات والتفاصيل، شعرسمر يمت بوضوح إلى الموجة الراهنة، إنها تواصل في شعرها تجربة بات عمرها يتجاوز الخمسين عاما، ويبدو هذا واضحا في ملاحظاتها الرهيفة، وموضوعاتها، وقاموسها الشعري، شعر بدون افتعال، وبصوت خافت وتواضع حقيقي». والمطلع على ديوان الشاعرة سمر عبد الجابر «كوكبٌ منسيّ»، يلاحظ مدى اشتغالها على نصها بصدق وعفوية، تحاكي وجع الإنسان، وتشتبك مع المعطى اليومي دون بهرجة لغوية وإيغال في الرمزية، شعر صاف يبحر في عوالم كثيرة ليقف في مساحات الذاكرة المشبعة بالرؤى والتفاصيل، قصائد تنفذ إلى الأحلام لتخط لنا ما تيسر من بوح شفيف للروح على مخدة هذا الكون، وكما يلحظ القارئ في هذا العمل الشعري قلق الشاعرة والحياة التي تمضي من خلال سيناريو مكرر رسمته لنا بفيض إحساسها المرهف تجاة العالم ونهايته كما تقول في احدى قصائدها.
سمر عبد الجابر في ديوانها «كوكبٌ منسيّ»، تذهب بنا إلى شؤون الحب وقدسيته، وشؤون المرأة بلغة تعبر معاني هذا الحب، إضافة إلى تساؤلاتها الكثير في بعض القصائد، ونرى أن هذه الأسئلة المشروعة تجاه كل شيء الحياة، الموت، القلق، أسئلة موجعة ونهايتها حزينة لا تخلو من الأمل كما تشير توضح لنا في قصيدتها «عن نهاية العالم مرة أخرى»، حين تقول «لا يمر شريط حياتي أمامي/ ولا أرى ضوءا في نهاية النفق/ربما فقط/ أستمر في نوم عميق/ أحلم إلى ما لا نهاية/ ربما لن أعرف أبدا/ أن العالم انتهى»، ونصوصها إستحضار للوطن الفلسطيني وقصص الرحيل والشتاب، والسجن والمنفى، ترسم لنا بانوراما إنسانية ضمن مشاهدات موجعة فتصور لنا في مرثيتها المهداة إلى جدها بالمنفى منزله في حيفا ورحيله بلغة مفجعة تنم عن رؤى شفافة تجاه الفقد والرحيل والنفي. تقول في القصيدة، «في حيفا ليلة أمس/ القمر خبّأ نفسه نفسه خلف غيمة/ والشمس استيقظت بصعوبة/ هذا الصباح/ تغادر سريرك للمرة الأخيرة/ محمولا على الأكتاف/ مغمض العينين».