27-10-2010 07:04 AM
بقلم : هاشم الخالدي
حتى لا نؤخذ بخداع الحكومة التي تدعي أنها نسبت بإقالة وزير البيئة احتراماً للصحافة و الصحفيين دعوني أوضح عدة أمور أولها ومن باب رد الفضل لأهله فان طلب اقالة وزير البيئة حازم ملحس جاء من القصر الملكي مباشرة وليس من رئيس الوزراء سمير الرفاعي لانني أجزم وفقا للمعلومات أن الحكومة كانت تخطط فقط لإصدار اعتذار باسم الوزير لتجاوز الازمة لكنها اجبرت على اقالة الوزير لأن جلالة الملك يرفض المساس بهيبة الصحافة الاردنية بهذه الطريقة الفظة.
ودعوني ادلل على كلامي بعدة شواهد منها أن بعض وزراء هذه الحكومة سواء الحاليين أو السابقين كانت لهم سوابق شتم بحق شرائح كبيرة من المجتمع الاردني ، فقد سمعنا أن وزيرة ما وصفت الشعب الاردني بالغباء، فلماذا لم يتحرك رئيس الوزراء فيشكل لجنة تحقيق بهذه الواقعة ، ولماذا اكتفى فقط بنفي الوزيرة للحادثة ... اليس غريباً ما يحدث.
أمر آخر سمعناه وكان عليه شهود -كما يقال- بأن أحد الوزراء شتم عمال المياومة ووصفهم بأقذر الصفات فلماذا لم ينتفض رئيس الوزراء فينسب باقالة وزيره ؟؟؟ اليس غريباً ما يحدث.
أمر ثالث سمعناه وكان عليه شهود -كما يقال ايضا - بأن احد الوزراء شتم المعلمين ووصفهم بأقذر الاوصاف، فلماذا لم يتحرك دولته للانتصار لهذه الشريحة المهمة وبقي متمسكاً بوزيره حتى آخر لحظة حتى أتته أوامر عليا باجراء تعديل وزاري واخراج الوزير!
القصة أيها الاخوة تحتاج الى تحليل بسيط وهو أن الوزير السابق ملحس اخطأ الوقت ، فالحكومة الان مشغولة بالانتخابات وهي ليست بحاجة الى معارك جانبية مع الاعلام يشغلها عن العرس الديمقراطي الذي سيغيب عنه العريس ، ولذلك إضطر الرئيس للتنسيب باقالة وزيره بطلب ملكي بعد أن استمعت جهات عليا للتصريحات البذيئة للوزير السابق التي وصف بها بعض الزملاء "بالحمير " " وقلة الحياء " " وزناخة الدم " والجهل" ، وهو ما سارع باقالته رغم أن الرفاعي كان يجهز – حسب المعلومات – لاصدار اعتذار باسم الوزير كما سبق أن فعل ذات الشيء مع وزير التربية المقال ابراهيم بدران الذي اضطر للاعتذار من المعلمين بعد أن شتمهم بأوصاف نعف عن ذكرها.
المشكلة أن البعض منا لا يقرأ التاريخ ولا يؤرشف في ذاكرته الاحداث الماضية كي يدرك أن ربطها ببعضها قد ينسج له قصة اخبارية تحليلية تضع الحقائق أمام يديه.
لست ضد الرفاعي شخصياً ، فبالرغم من اختلافي مع نهجه وقراراته التي اصدرها ضد الاعلام الا أنني لا أدمج بين هذا الاختلاف وبين حبي وتقديري للحكيم زيد الرفاعي الذي لا استطيع الا أن اقدره واحترمه انطلاقاً من المحبة الابوية التي غمرني بها طيلة السنوات الماضية وكان يمكن أن اسكت مع الساكتين وأن اصمت بانتظار أن يتعطف علي دولته بمنصب هنا ومنصب هناك ، لكنني والحمد لله اكتفيت من المناصب ورفضت – ويشهد الله على ذلك- الا الانحياز لزملائي الاعلاميين رافضاً ومنتقداً كل القرارات التعسفية التي ارتكبتها هذه الحكومة ضد الاعلام بدءاً من مدونة السلوك الاعلامي سيئة الصيت والسمعة مروراً بازدراء الاعلاميين في المؤتمرات العامة ومروراً ايضا بقرار حجب المواقع الاخبارية عن موظفي الدولة ومحاولة اخضاعها لقانون الجرائم والمعلومات.
نحمد الله أننا في دولة تحترم مواطنيها وكرامة صحفييها لأنها تستند الى ملك أطلق أولى تصريحاته منذ توليه العرش بأن حرية الكلمه سقفها السماء كي يحمينا من بطش بعض رؤساء الوزارات الذين يعتقدون أنهم مخلدون في كراسيهم في الدوار الرابع. أكتفي بأن اكرر بأن فضل اقالة الوزير ملحس يعود للايادي الملكية البيضاء التي ستبقى راعية للاعلام والاعلاميين ... وللحديث بقية.
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
رئيس اتحاد المواقع الالكترونية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-10-2010 07:04 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |