بقلم :

 لا ادري اذا كان رئيس الوزراء قد اخطأ عندما سلم حقيبة الاعلام بقضها وقضيضها للناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة الذي حول الاعلام الى مزرعة محاسيب من الطراز الاول فتحول ولاء الاعلام الى شخص الوزير خوفا من غضبه انطلاقا من مقولة الشاعر:

 اذا غضبت عليك بنو تميم... حسبت الناس كلهم غضابا.

 جودة الذي اصبح يتحكم ببوصلة الاعلام جمع حوله مجموعة من الاعلاميين الذين يترقبون رضاه ليضع احدهم عضوا في مجلس ادارة "بترا" واخر عضوا في مجلس ادارة التلفزيون الاردني وثالث عضوا في المجلس الاعلى للاعلام ، لذلك ارى ان هذه القوقعة والتحزب الذي وصل اليه الاعلام الاردني بدأ يضر اكثر مما ينفع.. وبدأ يكسر اكثر مما يجبر.

ولعل عتبنا على الوزير جودة انه اصبح انتقائيا اكثر من اللازم فقد اصبح يستثني من يشاء من الصحفيين في الدعوات الرسمية التي يدعو لها على شرف رئيس الوزراء ويستثني منتقديه من الدعوات الرسمية التي يدعو لها شخصيا معتقدا بذلك انه يعاقب من يشاء من الصحفيين الارهابيين الذين لا يدينون له بالولاء.

 ودعوني هنا اخبركم بطرفة وان كانت شخصية ... فقد تذكرت قبل يومين ان لرئيس الوزراء مستشار اعلامي  صامت اسمه محمد ابو سماقة فقمت بالاتصال معه للاحتجاج على قيام جودة باستثناء صحفيين من دعوة كان الاخير – واقصد جوده طبعا -  دعا لها في فندق الاردن لافاجأ بان الزميل ابو سماقة يبرر ما فعله "معلمه" ناصر جودة قائلا لي "لأ يا  هاشم بدك تعذره... هاي الدعوة كانت بس لرؤساء التحرير   ومدراء الدوائر الاعلامية"

عندها لم استطع  منع نفسي من الضحك فقلت له ساخرا ؟؟  وهل تعتقد انني اعمل كنترول باص على خط عمان صويلح حتى استثنى من الدعوة وهل تعتقد ان زميلنا جهاد ابو بيدر رئيس تحرير شيحان يعمل طباخا في مطعم جبري حتى يستثنى من الدعوة, وهل تظن ان زميلنا عبدالهادي راجي المجالي يدير بقالة في الشارع المحاذي لشارع وصفي التل! وهل تعتقد بان زميلنا جمال المحتسب ناشر اسبوعيه المراه يعمل ممرضا في المستشفى التخصصي مثلا ؟؟

الم اقل لكم ان ما يجري غريب في هذا الوطن وان من ينطق بالحق يوسم فورا بانه ارهابي وطويل لسان ومش قليل ... الم اقل لكم ان البعض يقزمون الوطن الى حد انهم يعتقدون بان مفاصل الدولة هم فقط من يتحكم بها.

 دعونا لمرة واحدة نقرأ الشكوى التي يتذمر منها جل الصحفيين عندما يؤكدون ان جوده لا يرد على هواتفهم وانه لا يدلي باي تصريح او تعقيب وانه غائب عن الاعلام غياب الشمس عن سواد ليلة ممطرة.

 ناصر جودة كما اعتقد افشل الاعلام الرسمي الى حد بات مقلقا للغاية  ، فهو صمت ولم ينبس ببنت شفة عندما اوغل المتآمرون قدحا وذما برئيس الديوان الملكي الذي كان الاقتراب منه خطا احمر ليتحول فجأة الى رمادي يمكن قذفه بالنيران ،  وناصر جوده لم ينبس ببنت شفه عندما اقتحمت سيارات النجدة جامعة البلقاء التطبيقية لتعتقل رجلا اكاديميا امام طلابه وفي وضح النهار مما شكل اساءة للعلم حتى لو كان الشخص الذي نتحدث عنه فاسدا ، فلماذا نرسل طلبات خجلة للفاسدين الاقوياء مغلفة ببوكيه ورد احمر بينما نرسل سيارات النجدة بلواحاتها الحمراء لاعتقال رئيس جامعة عيني عينك.. ثم يصمت جوده ولا يعلق وكأن الريماوي اعتقل في بلاد الواق واق.

 الوزير الصامت ناصر جوده اطاح "كما يعتقد " بكل خصمائه التقليديين  ممن تفوقوا عليه في سلك الاعلام, واقنع ذوي الشأن بوجوب ازاحتهم عن مناصبهم الاعلامية بحجج واهية لا تمت " للبسالة "  في شيء... فهل هذا هو الاعلام يا معالي الوزير.

 اخر نهفات معاليه - انه عين سكرتيرته مديرة لدائرة الاتصال والاعلام وهي ارفع منصب اعلامي في الدولة بعد منصبه طبعا ، واقنع الذهبي بتعيينه رئيسا لمجلس ادارة التلفزيون ولا ضير ان يكون كذلك رئيسا لمجلس ادارة بترا وربما وجدناه بعد ذلك يمسك بزمام المطبوعات والنشر والمرئي والمسموع وغيرها من المؤسسات التي اصبحت كالخاتم في اصبع معاليه يحركها كيفما يشاء...

 هل ابوح لكم بسر ؟؟ انا افكر جديا في الانتحار خوفا من ان يمتد نفوذ الرجل فيمنع الصحف اليومية من نشر نعي    باسمي تحت طائلة معاقبه هذه الصحف وخوفا من ان احرج من اقاربي عندما يعلمون ان ناصر جوده منع الصحف من استقبال اعلانات مشاركة العزاء بي

   من الاخر ....وطن... يتحكم باعلامه الشيخ ناصر عالي الجودة.. هو وطن يجب ان نقرأ عليه السلام... اللهم منك السلام وعليك السلام ولا حول ولا قوة الا بالله

 وللحديث بقية