31-01-2016 09:30 AM
سرايا - سرايا - تشتغل الفنانة التشكيلية خزيمة حامد على المؤثرات المرئية التي تثير دافعها للتصوير والرسم، وهي تحاول تنظيم المشاهدات البصرية أو تفككها وتنثرها على سطح اللوحة لإعادة ترتيب ذاكرتها التي جرحتها الأحداث التي وقعت على وطنها منذ عقود كثيرة.
الفنانة التي شاركت في الملتقى الذي نظم في مركز الحسين الثقافي وبتنظيم أمانة عمان تقول عم لوحتيها التي شاركت بهما، إنهما تصوران اشتعال الفضاء، وقت الحرب على غزة.
وتتابع بنت الناصرة إن أعمالها ترصد اللحظة، وتحاول تصوير الفوضى والألم الذي يتعرض له من تقع عليه نار الحرب، وتقول إن الريشة على خفتها وضعفها لكنها قادرة على مواجهة القهر وصنع الأمل.
ومع أنها تعيش في المنطقة التي يطلق عليها «مناطق 48» تحت الاحتلال، إلا أنها دائمة البحث في اللوحة عن التفاؤل، وهو ما تجسده في أعمالها بالألوان الفرحة، أو الألوان الحارة عبر الخطوط المتداخلة والمتشابكة التي تبعث البهجة لدى المتلقي.
في أعمالها التي عرضت في مركز الحسين الثقافي ضمن الملتقى العربي، تناولت الفنانة التي شاركت في عدة معارض دولية، موضوع الحرب على غزة بتعبيرية تجريدية، حيث تتبعت وهج الصواريخ التي تمر في الليل، بالحمم التي تحملها، ورصدت تقاطعاتها في الفضاء لتصنع من خلال ذلك متاهة لونية تشبه ما يمكن أن تحدثه هذه الألوان التي تبدو جميلة، لكنها تمثل وسيلة للدمار والقتل.
وهي في أعمالها تدون الحزن الذي يكمن وراء الخطوط المتقاطعة بحدة، وتقول حزيمة التي بكلية الفنون لثلاث سنوات في صفد وتل حاي متسبي رمون، وتتلمذت على يد العديد من الفنانين: «لا بد أن نتفاءل».
تبين أن حضور المرأة الفلسطينية في اللوحة يتأسس على حضورها الواقعي، فهي إنسانة مناضلة وصابرة، وبطلة، وهي تشبه الأرض والبحر، معطاءة.
وعن الأرض والوطن، تقول أحب الطبيعة، وأصرف الكثير من الوقت أتجول في المكان، كأنني أريد أن لا أغيب يوما عن ترابها، وأعشق نباتاتها البرية، وحينما أعبر عنها أختزل في اللوحة تاريخها وتضاريسها ومشاعري من الحب الدافق لها.
تمنح الفنانة انطلاقا من دور الفنان الإنساني والاجتماعي لتدريب عدد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على الرسم، وترى في الرسم وسيلة للعلاج والسكون النفسي، فالجمال هو الذي «يسند الروح» ، و»يبعث الطاقة في الجسد».
وعن مشاركتها تقول الفنانة خزيمة :»كانت تجربة رائعة»، تعرفت من خلالها على عدد من الفنانين من المغرب والجزائر وتونس والخليج العربي، وما كان ليحصل ذلك لولا الأردن وأمانة عمان التي وفرت كل أسباب النجاح للمعرض، مستدركة أنها ليست المرة الأولى التي أزور عمان، بل الأردن بلدي، وكانت لي مشاركة جماعية مع عدد من الفنانين الأردنيين والفلسطينيين.
وختمت خزيمة رغم كل ما نواجهه من معاناة الا أن لوحاتي وريشتي تبحث عن الأمل، ليس لي بل للآخرين، ولكن بالنسبة لي أبحث عن ذاتي ليكون لي حضوري وأسلوبي.