04-02-2016 10:26 AM
سرايا - سرايا - هموم وطموحات السينما الأردنية كثيرة ومتعددة الجوانب.. بعيداً عن مشكلات النصوص والأفكار، وأيضاً غياب التمويل والانتاج، وعدم توفر بنية تحتية راسخة لهذا الحقل الإبداعي .. هناك ايضاً هجرة أصحاب المواهب من صناع الأفلام.
لا شك إن تأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام منذ ثلاثة عشر عاماً، أوجد حراكاً مشهوداً دفع بالكثير من الشباب الأردني إلى خوض غمار هذا المجال الحيوي سواء في التدريب الموسمي أو عبر الإلتحاق بمؤسسات أكاديمية تدرّس صنوف تقنيات صناعة الأفلام، مثلما كان للتنامي السريع في ثورة وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات تأثيراتها في استخدام كاميرات الفيديو الرقمية في محاولة صنع أفلام محلية بسيطة بأقل التكاليف.
ان مخرجين أردنيين شباب أمثال :أمين مطالقة ومحمود المساد ومعتز جانخوت وناجي أبو نوار وماجدة الكباريتي ويحيى العبدالله وفادي حداد وعبدالسلام الحاج ومحمد الحشكي وأصيل منصور وديما عمرو ورفقي عساف والعشرات من اقرانهم، هم جزء من هذا الحراك الذين استطاعوا إثراء المشهد السينمائي المحلي ببصمتهم الخاصة المتنوعة الأساليب والرؤى والأفكار.
ولئن كانت المحاولات الأولى لأولئك المبدعين جاءت وهي تحمل بذرات ابداعية ترفد خريطة السينما والثقافة السينمائية بطاقات جديدة، الاّ انها في الوقت ذاته شكلت هاجسا وتحديا اشبه بالعقبة امام مسيرتهم التي كان يؤمل عليها الكثير، وبالتالي قادت البعض منهم الى سلوك دروب اخرى من العمل الاداري والاكاديمي بعيدا عن فضاءات الإبداع السينمائي، في الوقت الذي آثر البعض منهم اللجوء الى العمل في التلفزيون ضمن متطلبات وشروط لا تستقيم مع معايير وشروط صنعة الفن السابع وبهجته.
ليس من الغريب اثارة مشكلة اولئك السينمائيين الشباب، الذين جرى تعليق آمال كبيرة عليهم في النهوض بصناعة الأفلام الأردنية التي ظلت طيلة نصف قرن من الزمان اسيرة محاولات التجريب والمغامرة، بحيث وجدوا انفسهم في هجرة الى الخارج باحثين عن فرص عمل في بلاد الاغتراب جراء محدودية سوق العمل او بفعل ظروفهم الأسرية أو نتيجة لتصاريف حياتهم الصعبة في البحث عن تمويل لنتاجاتهم السينمائية المؤجلة.
انها مشكلات جديرة دوما بالدراسة والبحث، فهي تتعلق بمصائر لشريحة من أصحاب المواهب من الشباب الأردني ومن الضرورة بمكان طرحها أمام افراد وقطاعات مؤسسات تعنى بالفعل والتنشيط في السياسات الثقافية وصناعتها سواء كانت تتبع جهات حكومية او خاصة داخل الوطن.
مناسبة مثل هذا القول، التذكير بابرز العاملين في ميدان السينما الاردنية، الذين نجحوا في تقديم اشتغالات لافتة رغم امكاناتهم البسيطة ثم سرعان ما تلاشى اغلبيتهم لعجز مؤسسات الوطن عن الاحاطة في استيعاب قدراتهم وتلوين الحياة الثقافية الاردنية بوسيلة تعبيرية حضارية هي الصورة السينمائية وما تنطوي عليه من دلالات وإشارات بليغة.
ان ما واجهته تلك الأسماء الشابة من تحديات، كان يمكن اجتيازها لو توفر لها مظلة يجدون فيها فضاء لانفسهم في التعبير بمفردات الابداع السينمائي عن خلجاتهم بالعديد من فرص العمل على ان يجري وضع تحت تصرفهم ميزانيات وتسهيلات تمكنهم من التعبير الحر عن قصص وحكايات من موروث وواقع بيئتهم التي تحتشد بقيم الانتماء والعراقة والتسامح والهموم الوطنية والإنسانية المشرعة على ثقافات الآخرين في تأكيد على هوية وحيوية مجتمعها، مثلما تعمل على تحسين طرائق ادوات لغتهم التعبيرية، ليغدوا بالتالي جزءا من المشهد السينمائي العربي والعالمي وليس طفرة لاحت كالشهاب لن تعود .