06-02-2016 09:19 AM
بقلم : عزام محمد البوريني
معظــم الدول الغربيـــة المتقدمــة والمزدهـــرة ، لا يوجـــد بهــا بتــرول ، تعتمـــد عليـــه في نمـــو إقتصــادهــا والرفاهيـــة التي يعيشــهــا شــعبهــا ،
بـل تعتمــد على الإدارة الصـادقــة والأمينـــة ، كسـويســرا مثــالا وليس حصــرا، حيـث ما وصلت إليــه في الدقــة والأمـانـة والثقــة في منتجـاتهــا وصناعاتهــا ، جعلــت بنوكهـا المكـان المفضــل والأنســب لأغلــب دول العالــم أفــرادا وحكومــات ،
أما نحـن في بلادنـا العربيــة ، والتي حباهــا الله بالخيــرات والإنسـان الذي يشـهـد لهم الجميـع بالذكـاء وحسـن الإدارة ، لم تسـتغـل ذلك في النهـوض بإقتصـادهـا ، وتوفيـر الحيــاة الكريمـــة لشـعوبهــا ،
بعض الدول الخليجيـة التي أخـذت شـيئـا من الإسـلوب الغربي كالإمـارات مثـالا ، في عـدم إعتمادها على النفـط فقـط ، بل فتحـت المجـال للإسـتثمـارات وكل الأبـواب التي تـــدر عليهـا أموالا كالسـياحـة والصناعـة والتجـارة ، وجـدت لها مكانـا بين تلك الـدول ،
أما عندنـا في الأردن والتي فيها الأردني من أكثر الشعـوب العربيـة تعليمـا وعلمـا وإمكانيــات، جعـل كثيــر من الدول في العالــم والخليجيــة بالــذات يسـتفيــد من ذلك بتوفيــر العمـل المناســب لـه في بــلادهــم ،
أما حكوماتنـا المتعاقبـة وللأســف ما زالت عاجــزة عن إسـتغلال الإمكانيــات المتوفــرة في المواطـن الأردنـي ، مما جعلـه يبحـث عن الهجـرة أو العمـل في أي بلــد يجـد فيهـا فرصتــه ، ولـو وضعـت تلك الإمكانيــات مع ما هــو موجـود في باطــن وســطــح أرض الأردن من خيــرات ، لم تكتشــف أو تسـتغــل ، بإرادة صادقــة مخلصــة بعيــدة عن الأنانيــة والبحـث عن المصلحــة الشخصيــة ، لكنــا الآن على خطـــى الدول المتقدمــة وربمـا سـبقنــا الكثيــر منهــا ،
إن سـيدنـا أبا الحسـين لم يقصــر يومــا في توجيــه الحكومـات إلى ذلك إن كان في كتــب التكليـف السـامي لهــم ، أو في أوراقــه وأحـاديثــه ، ولا يكتفـي بذلك بل يسـافـر إلى معظــم دول العالــم لجـذب الإسـتثمارات للأردن ، والترويـج لهـا ســياحيــا والمزايـا التي تتوفــر فيهــا مـن أجـــل الإسـتثمـارات ، والتي نجـح في الكثيــر منهــا ، والتي لم تقــم حكوماتنـا بالـدور المطلـوب والمناسـب منهـا فأضـاعت كثيـر من تلك الفـرص ، ورحـل كثيــر من المسـتثمريـن عنهـا ، بعــد أن وجـدوا العراقيــل والمعانــاة فيهـا ، وتوفــر لهـم البـديل الأفضـل من بعض الدول الأخـرى .
إن الأمـل معقـود أن تصـل رسـائل سـيدنـا أبا الحسـين الى حكوماتنــا ، وتعمـل من أجـل التخلص من الإدارات المترهلــة والغيـر كفــؤة والتي تعيـق في إكتشـاف الخيـرات الموجــودة في الأردن ، وإمكانيــات المواطـن الأردني التي لا تتوفــر في غيـره إن أحســن إستغـلال ذلك إسـتغلالا لمصلحـة المواطـن والوطـــن .