06-02-2016 10:07 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
في كل عام ألملم ذاكرتي وانا المسكون بهذا الميناء الذي أخذ بعض من شبابي ومنحني كل الدفئ وأسرتي وبعض من جغرافيتي التي جاءت من اقصى الوطن ( من قرية مسكونه ) بالفلاحين والحصادين والحراثين , ومن الذين يسعون في مناكبهم , يوقدون من سنوا ت التعب صبر السنين .. لكنهم يعشقون الوطن ويرسمون على وجهه حكاية التاريخ الذي جاء مع اول رصاصه ... حملت مشروعها القومي ففازت بالعروبه والتاريخ معاً ...
هذا الميناء الذي جاء برحلة عمر امتدت لخمسة وعشرون عام قضيناها في رحابه بين رحلة الشتاء والصيف ....
نقاسم ( الرصيف والأعطال ) زمن العمر ...
فيقاسمنا هذا الميناء العطاء بالعطاء ...
فيشتد عوده بنا ...
ونشتد به لأرزاقنا التي تفيض كل عام بالخير والعطاء لعائلاتنا ... نفرح بالعيد ونحن بين أرصفته ونسلم على بعض ونمد يد العون لكل الذين اخذتهم قساوة العيش وظروف الزمن , فياتي هذا الميناء محملاً بالزاد والزواد ... ويسير في ركب الحاملين مشروع التنميه بوطن يحبه الجميع ..
هذا الميناء الذي كل يوم يشق طريق النجاح ...عاماً تلو عام ...
يحمل في طياته إدارات تعاقبت لكنها زرعت في كل مرحله لبنه جديده بالميناء فاصابتنا بلغة التطور في كل اعمالنا , من اوراق الى حاسوب ومن صرف قطع بالتوقيع الى نظام يحكمنا مالياً وعددياً , الى دورات متقدمه , والى تحسن بقيم السلامه العامه فبتنا مدرسه بذلك نتعلم ونُعلم .. تخرجت من بين أرصفتنا ( كودار في صناعة القياده بموانئ ) تجوبها الحاويات وتطرزها أنامل الخبره والمعرفه من هنا من ميناء الحاويات بالعقبه .
أشعر بالفخر أنني احد موظفي هذا الميناء ... وأطرز بالعز والمجد انني اعمل بها وانتظر مع اسرتي فرح ياتينا من بعيد ... عشناه في كل لحظه جاءت هذه الميناء محمله بالوفاء لنا عبر رحلتها بالبناء في وطن نسكنه مثلما يسكننا ...
ولأننا نحتفل معاً في ترجمة طموحات البناء لقيم السلامة العامه ...جاءت من بعيد وبجهود الجميع موظفين على الرصيف , على الباخره , على الآليه وبين المعدات , وبالمكاتب , وعلى الابواب , وعلى صافرة الإنذار , وعلى كاميرات المراقبه , فرحة اننا نملك حق الفوز بالجائزه التي نراها تزين هذا الميناء ...كأفضل إداء بالسلامة العامه ولاننا بالفعل كذلك نزين بالعبارات لمن رسم طريق العوده لكل أسرنا ونحن بألف خير , رسم طريق العوده لبيوتنا وكلنا محبه بالعوده اليها مجددا , نحمل مشروع الوفاء لكل اركانها ونبدد في سياق عملنا كل التعب حينما تاتي ثمار الجهد والعطاء المرسوم على وجنتي كل المحبين لهذا الميناء ...بهذا الفوز ...
ثمة شكر لكم ... جميع على تبني مشروع الألق لهذا الميناء الذي ... أشعر بانه بيتي الثاني ...
ومكان غربتي عن الأسره ... في مسافات تفصلنا وتبعدنا عن لقاءهم يومياً ....
لكننا نعمل لاجلهم ... ..
ثمة إعتزاز بكل منجز لهذا الميناء الذي ما بخل علينا بشيء , بل كان لنا السفر والصديق والكتاب .. وتلك الثلاثيه تحملك لمشروع الحلم الكبير بان نواصل مسيرة البناء بقلوب منفتحه على الاخر ..نبني ونعمر كما تعمر الأجيال جيلاً بعد جيل