06-02-2016 10:10 AM
سرايا - سرايا - قدم الباحث احمد العجارمة تصورات معمقة حول الفلسفة التحليلية، والتي كانت من أهم فلسفات القرن العشرين. ولفت المحاضر النظر الى ان هذه الفلسفة تقوم على مبدأ فحص الإشكالات الفلسفية، بحيث يتبدى لنا معناها او زيفها. والزائف بهذا المفهوم هو الخالي من المعنى، والذي لا يمكن التحقق منه صدقاً او كذباً.
وأضاف العجارمة في المحاضرة التي ألقاها الأسبوع الماضي، في ملتقى الثلاثاء الفكري الذي تقيمه الجمعية الفلسفية في منتدى الفكر الاشتراكي، ان الفلسفة التحليلية تؤكد ان الاستعمال غير الدقيق للغة هو الذي ادى الى اعاقة الفلسفة عن حل المشكلات المتعلقة بالوجود، ونظرية المعرفة، وغيرها من المشكلات الفلسفية. بل ان عدم الدقة في التعبير اللغوي الفلسفي هو السبب الرئيس في حدوث المشكلات. ونوه العجارمة إلى أن هناك اتجاهات متعددة داخل الفلسفة التحليلية رغم اتفاقهم على مبدأ التحليل، أي تحليل القضايا المركبة الى مكوناتها الذرية.
واشار العجارمة ان التحليل اللغوي احتل مكان الصدارة في هذه الفلسفة وكما هو واضح في فلسفة جورج مور وفتجنشتين. ورأى العجارمة ان جورج مور هو الذي دشن الفلسفة التحليلة في مقالته المعنونة «رفض المثالية» والتي نشرها في العام 1903. وقد اعتمد مور على فكرة الفهم المشترك كأساس لإقامة الفلسفة، ودعى الى استخدام اللغة العادية.
واضاف العجارمة ان برتراند راسل قد مارس التحليل كمنهج فلسفي. ويتلخص منهجه في الرجوع الى العناصر الاولية البسيطة والوحدات الجزئية الاساسية التي يقوم عليها الفكر والوجود. وفيما يخص الاختلافات بين فلسفة جورج مور وفلسفة برتراند راسل فهي تتمثل برأيه في طريقة تصنيفهم للقضايا كل بحسب تصوره الخاص لمنهج التحليل. فبينما نجد أن مور قد قسم القضايا الفلسفية الى نوعين أساسيين هما: القضايا التي يقرها الحس المشترك و القضايا التي لا تستند الى الحس المشترك والتي هي بلا معنى كما يرى مور وان الوظيفة الرئيسية للفلسفة هي القيام بتحليل القضايا التي يمدنا بها الحس المشترك. بينما نجد ان برتراند رسل قد قسم القضايا المعرفية وفق النسق الذري الذي اتبعه الى القضية الذرية، القضية الجزيئية، القضية الوجودية والقضية العامة، واخيراً القضية العامة عمومية تامةً.
وقد جرت نقاشات معمقة حول القضايا التي طرحت. حيث أشار موفق محادين أن قضية المعنى هي التي شغلت قطب التحليلية فتجنشتين وأشار د. هشام غصيب، الذي قدم المحاضر وأدار الحوار، أن الفلسفة التحليلية قد نقلت الفلسفة الى المنهجية العلمية ووظفت العلوم المعاصرة في مقارباتها الفلسفية. فيما اشار مجدي ممدوح إلى ان التحليلية جاءت بعد أزمة عاشتها الفلسفة ووصولها لطريق مسدود وعدم قدرتها على حل أغلب القضايا التي تصدت لها.