حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,21 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17887

قصة الأمس

قصة الأمس

قصة الأمس

28-10-2010 01:16 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 هي ليست أغنية لأم كلثوم ، ولا قصيده كتبها الشاعر أحمد فتحي ، ولا هي كلمات في الهوى والعشق ، بل هي قصة إستهوت عشاقها إليها ، هي قصة مجد صنعتها أمة ، وهي قصيدة غناها وتغنى بها الأحرار في كل مكان وزمان ، كتبها الشرفاء من أبناء هذه الأمة ذات الرسالة الخالدة ، وهي قصيدة نسيجها الدين الذي يدعو إلى الوحدة والعدل والمساواة والتسامح، كلماتها وحروفها تشكلت من قدح العاديات والموريات ، ومن بريق التحام السيوف في الدجى ، ومن كرامة الانتصارات مجدا وعزة ، وكتبتها أيادي من المصلحين والداعيين إلى المحبة والسلام لا إلى التفرقة والكره .

هي قصة أمة أشرقت شمسها على بقاع الأرض برسالتها الطاهرة ، فأخمدت براكين بشرية تنفجر في كل مكان ، وأشعلت قناديل محبة في الليالي الدهماء ، فبشرت العالم بمولد جديد يحملوا له فيضا من القيم والمبادئ والركائز ، ودستور حياة محكم يدير شؤون الحياة ضمن دستور محكم ، فتبنى الرسالة رجال صالحين فنثروا زهور المحبة في كل مكان ليعلموا العالم أي رسالة هذي ، ونادوا بالمساواة ، وسيروا جميع معاملاتهم وحياتهم كما يقتضيه دستورهم وشريعتهم ، فرسمت طريق البشرية بدستور محكم الهي لا تشوبه شائبة ، وحث الجميع على الوحدة فكل واحد جزء لا يتجزأ من الأمة أينما كان ، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا) رواه البخاري ، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (يد الله مع الجماعة ) رواه الترمذي ،

فمن هنا ومن الدستور الشرعي وما حث عليه من التماسك الجماعي بدأت تتبلور محاور القصة التي نهضت من خلالها أمة بعدما كانت ضعيفة في البداية ولكن في الإيمان والاتحاد والتحدي والإصرار والامتثال لأوامر الله أعزت هذه الأمة فأيقظت الضمائر النائمة في النفوس ، فأعلنت ثورة ضد الظلم والتفرقة والعنصرية والطبقية ، فقلبت موازين الأرض التي كانت تسير في قنوات متناحرة ومستبدة وفيها الوجود للأقوى فلا أمان على شي ، ولكن في عهد تلك الأمة التي اتخذت الرسالة المحمدية دستور وشريعة حياة أصبح الجميع يؤمن على كل شي ، بعد ذلك تشكلت معالم الأمة المثالية فنهضت وازدهرت وتطورت حضارة وليست أي حضارة !!

فهي الحضارة الإسلامية صاحبة الهيبة ، فكانت الرقم الوحيد لأمة قوية بإنسانيتها وبركائزها ودستورها وعقيدتها ، ففتحت أبواب الانتصارات من كل مكان وتوالت الأمجاد مجد وراء مجد، وتوالت النجاحات والمواقف المشرفة بحق الإنسانية جمعاء ، وازدهرت الأمة وسخرت الأموال في خدمتها .

أهناك أحدا لم يعرف تلك القصة ؟ أهناك احد عرفها ولم يتمنى عودتها ؟ إنها قصة أمة واحده على أرض أمة واحده ، قصة هيبة وقصة عز وكرامة ، قصة فجر أسعد الوجود ، إنها قصة أبطال صنعوا مجدا لأمة بأكملها وفي جوفها بواعث محبة في العودة لها وفي نبضها تتدافع صور من الإصرار والتحدي ، وفي أنفاسها تفوح رائحة المسك التي تسمو بالروح إلى العلا ، وفي صدر وعجز أبياتها ترقد قصص خالدة تحرك في العروق فخرا وحنينا ، فهي فجر شمس غابت منذ زمن وما زال المراقبون ينتظرون عودتها ، ليكتب الشرفاء تحت شمسه قصة الحاضر بقصيدة أخرى مليئة بالعودة إلى ما كانت عليه القصة في الأمس ، ويصنعوا المجد الذي غاب طويلا ليروى الظمأ الذي تشكل على الشفاه المتيبسة فيسد رمقهم في استرداد الحقوق وتحقيق الانتصارات .

وأختم القول بما قاله عمر الفاروق رضي الله عنه (كنا أذل قوم ، فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) .

 

Zareer11@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17887
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-10-2010 01:16 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم