08-02-2016 10:47 AM
سرايا - سرايا - يشكل «بيت عرار» نقطة التقاء لزوار ومثقفي وشعراء محليين وعرب وطلبة جامعات ومدارس، ينشدون التعرف على حياة الشاعر الاردني مصطفى وهبي التل «عرار».
يقع « بيت عرار» على السفح الجنوبي لتل إربد الصناعي، وهو بيت المحامي صالح مصطفى التل (والد عرار) الذي بُني سنة 1888، وكان عبارة عن غرفتين وفناء خارجي واسع، يشبه في تصميمه العام طراز الهندسة المعمارية السائدة في البيوت الدمشقية القديمة، التي تمتاز بانفتاحها إلى الداخل عبر ساحة مكشوفة مزدانة بالنباتات.
في عام 1905 تم توسعة البيت بإضافة بعض الملاحق، ليكتمل البيت بصورته الحالية، مكونا من خمس غرف وساحة كبيرة تتسع لثلاثمئة شخص رُصفت بالحجر الأسود وحجر «القرطيان» الموشّى باللون الوردي.
أصالة المكان
يتسم بيت شاعر الاردن «عرار» بألفة مكانية ودفء وجداني، وأصالة ادبية تمنح زائر البيت الرضا والطمأنينة، والتأمل بما كان، وبقصائد الشاعر الذي ما يزال يصدح في فناء البيت الذي تتوسطه شجرة توت عملاقة، وأخرى على مدخل البيت شكلت جذوعها لوحة فنية طبيعية نظرا لعمر الشجرة الذي يبلغ 100 عام وما تزال تلقي بظلالها النضرة على زوار البيت وفضائه.
يتضمن بيت «عرار» مكتبته وكرسيه ، وسرير نومه بالإضافة لصور الشاعر وكتب ومؤلفات وعشرات الصفحات الصحافية الأردنية والعربية التي تناولت سيرة عرار وأشعاره ومراحل نضاله الوطني والقومي ضد الاستعمار البريطاني للأردن وفلسطين.
محطات تاريخية.
سكنت عائلة عرار البيت فترة من الزمن، ثم سكنه المستشار البريطاني «سمرسميث» التابع لحكومة فلسطين زمن الانتداب.وتحول إلى مدرسة عام 1918 لثلاث سنوات. عادت بعدها العائلة للسكن فيه فترة قصيرة حتى عام 1922.
ثم أقام فيه طبيب إنجليزي من أصل هندي اسمه دكتور سنيان مُحولاً البيت إلى مستشفى على غِرار الإرساليات الطبية التبشيرية التي كانت سائدة آنذاك، واستمر على هذا الحال خمس سنوات.
بعد ذلك استخدم البيت الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة كعيادة وسكن. ثم سكنه الشاعر مصطفى وهبي التل (عرار). وفي العام 1944 أسس محمود علي أبو غنيمة في «البيت» مدرسة العروبة الابتدائية وبقي كذلك حتى عام 1950.
عادت عائلة التل لتسكن البيت الذي تداوله الأبناء والأحفاد إلى أن آلت ملكيته إلى شقيقات الشاعر (شهيرة، سعاد، عفاف، يسرا ومنيفة) اللواتي جعلن من البيت وقفا لذكرى عرار في 18/7/1988، حيث تم نقل رفاة الشاعر من المقبرة شمال التل ليدفن في «ليوان» البيت في 31/3/1989.
أرادت شقيقات الشاعر أن يبقى البيت صرحا ثقافيا عاما تخليدا لذكرى شاعر الأردن عرار ولهذه الغاية تم الاتفاق مع وزارة الثقافة بتاريخ 13/11/ 1994 لتولي مهام إدارة البيت كدارة ثقافية عامة يأمُّها الزوار والسياح والطلاب، وتقام في أروقتها الفعاليات الثقافية والفنية والأمسيات الشعرية.
ومصطفى وهبي التل (عرار) شاعر الاردن عاش حياته ثائرا متمردا طامحا بالجديد وبالتقدم، فلم يرض بالمجتمع، وبالحياة كما هي آنذاك، لان من سمات شخصيته عدم الاستقرار، والبحث دوما عن الافضل.
كانت اشعار عرار تفوح بكل جزء من اجزاء وطنه، في سهوله ومياهه وجباله وصحاريه وازهاره وناسه ومدنه وقراه، وحتى بعض البيوت والمحال التي كان يتعامل معها ويرتادها، ولقد كان عرار نصيرا للضعفاء والفقراء والمعوزين، والبسطاء حتى توفي في 24 ايار 1949 في المستشفى الحكومي في عمان، ونقل جثمانه الى اربد ودفن فيها، الى ان نقل رفاته الى المتحف.