11-02-2016 10:55 AM
سرايا - سرايا - قال أستاذ الفلسفة د.توفيق شومر أن أحد أقطاب الفلسفة، الألماني إدموند هوسرل، وهو عراب الظاهراتية -الخبرة الحدسية للظواهر- أراد أن يعيد انتاج التجربة العقلية الديكارتية متخلصاً من الفجوات التي نقدت الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت خلال القرنين السابقين له.
وبين في المحاضرة التي ألقاها في ملتقى الثلاثاء الفكري الذي تقيمه الجمعية الفلسفية بالتعاون مع منتدى الثلاثاء الفكري أن هوسرل أراد أن يقدم من خلال تأملاته على الطريقة الديكارتية وسيلة أو منهج للوصول إلى علم العلم أو إلى الفهم الحقيقي للاشياء كما هي لا كما تعكسها نفسيات بشر مشبعة بأثقال الماضي وهموم الحاضر.
شومر الذي اختار الظاهراتية لمعاينة « الطريق إلى الفينومينولوجيا من تأملات ديكارتية لهوسرل إلى الواقعية الظاهراتية» أوضح أن للفينومينولوجيا أكثر من تعريف أو أكثر من تشكل لماهيتها، لكنها بحسب مارلوبونتي هي محاولة لاعادة تعريف مفهوم البحث عن جواهر الأشياء. فهي النقيض المباشر للفهم الكانتي للعلاقة بين الظاهر والجوهر.... فعند كانط يستطيع الإنسان التعرف على ظواهر الاشياء ولكن هناك حاجز بينه وبين وعي جوهر الأشياء، فمهما بلغت معرفتنا فأن الجوهر الحقيقي للأشياء يبقى مستتراً عنا. أما الفينومينولوجيا فأنها دراسة في الظواهر ولكنها دراسة في الظواهر بهدف سبر جوهر الظاهرة وجوهر المتعلقات بها بما هي ظاهرة. أن الهدف الأساسي لدى الفينومينولوجيا هو وصف الظاهرة بكليتها، بحيث نستطيع من خلال هذا الوصف أن نقف على مدى ادراكنا للظاهرة. والظاهرة يجب أن تكون في العالم وبالتالي لا يمكن من حيث المبدأ بالنسبة للفينومينولوجي أن ينكر أو أن يشك بوجود العالم , بعبارة أخرى فإن الظاهراتية لا تتفق مع كانط في دعواه أنه لا يمكن معرفة الشيء كما هو في ذاته. حيث أن الظاهراتية ترى أن الظاهرة والشيء في ذاته هما شيء واحد.
في المداخلات أشار هشام غصيب الذي قدم المحاضر وأدار الحوار الى ضرورة عدم الانسياق الى الطروحات المثالية في التشكيك بالعالم الموضوعية، مبيناً ان الفلسفة الصحيحة هي التي تقر بوجود عالم موضوعي بغض النظر عن ادراكه او عدم ادراكه من جانب الانا العارفة.
وقال الباحث مجدي ممدوح ان هوسرل جمع طرفي الثنائية , الفكر والوجود في منطقة وعي جديدة سماها الشعور , وهي تعني العالم منظورا اليه من منظور الذات.