28-01-2008 04:00 PM
من يجبرها قبل الكسر؟ دار حوار بين اب وابنه... حاول خلاله الاب إيصال ضرورة اخذ الحيطة والحذر دائما من مبدأ أعقل وتوكل وبعد حوار طويل وصل كلاهما لهذه النهاية الابن "لما تنكسر ساعتها بنجبرها وبعد عشر ايام ترجع زي ما كانت ، رد الاب بكل هدوء ليش ما نجبرها قبل ما تنكسر .....ضحك الابن وقال معقول هالحكي ....فتبسم الاب وقال هل تعلم كيف نجبرها قبل ان تنكسر ....رد الابن كيف يا ابي .....اجاب الاب نسعى على ان لا تنكسر فنتجب تجبريها وذلك باخذ الحطية والحذر ..... اوردت هذا الحوار وانا اشاهد الكثير من كوارث هذا الوطن تسير وفق تفكير الابن وليس الاب ، فبعد هطول الثلوج وتقطع السبل بالناس والطلاب تهب الاجهزة المعنية بالإستعانة بالأليات من المحافظات الاخرى .....وعندما يقع حادث دهس مروع تهب الاجهزة المعنية بإنشاء جسر للمشاه في تلك المنطقة وعندما تنهار مدرسة على طلابها تهب الاجهزة المعنية للصيانه او لإيجاد البديل ......وبعد الكارثه الاخيره على طريق جرش استضاف احد مذيعي الاخبار احد ضباط الامن العام والذي وعد بأن الجهات المعنية سوف تعمل على دراسة حالة الطريق وخاصة ذلك الانحدار الحاد وأن تقوم وزاة الاشغال العامة بتخشين الطريق .... اذا نحن ننتظرالكسر ثم نجبره ...... لسنا ضد القضاء والقدر والايمان به ولكن كلنا نعلم ونعي القصص المختلفه من السيرة النبوية وكيف والنبي يعلم بان النصر حليفه في كثير من المعارك ولكنه كان يعد العده قبل كل معركه ويحفر الخندق ويجهز الجيوش ويلهج بالدعاء ،إذا الاستعداد مطلب ديني ..... بعد كل كارثة يتم أخذ الإجراءات ....بعد كل مصيبة نهب فزعة رجل واحد كل من عنده وبطريقته الخاصة وكأننا كنا في فترة سبات عميق أو نختبئ هنا وهناك ننتظر وقوع الكارثة لنبدع بالظهور امام الشاشات وعلى الصفحات المختلفه .. عندما رغبنا شعب وحكومة بان تكون البتراء من عجائب الدنيا السبع ابدعنا وتفوقنا حتى على الاهرامات وعدد سكان الاردن لم يتجاوز ستة ملايين نسمه ...كان الاعلام الفارس الأول والمتميز بذلك السباق والتسويق للبتراء عالمياً ومحلياً ...فكان الفوز من نصيبنا والان التلفزيون له (هبات...هبات) على كل كارثة فمنذ ما يزيد عن شهر وهو يحاول جاهداً لتعريف المواطن بحقه عند الإيقاف او التفتيش وكاننا في الاردن نعاني من عدم وعينا أو اننا نتعرض كل يوم لتفتيش وإلقاء القبض ....أومنتحلين لشخصيات رجال الامن ....وانا اجزم ان هذا الامر هو نادر الحدوث انا اطالب الامم المتحدة بدراسة ظاهرة حوادث السير في الاردن وإرسال قوات دولية عاجلة لحماية المواطنيين الابرياء من الأرهابيين الذين يقودون سيارتهم في شورعنا ويسعون للقضاء على الشعب الاردني بكامله قبل حلول الألفية الرابعة. الم يحن الوقت بعد للسعي نحو تجنب الكسر من اجل تجنب (التجبير) أم اننا سنبقى ننتظر الكسر لنقوم بعملية (التجبير) .. عندما يكون جلالة الملك أحد المتألمين من حوادث السير وأحد الذين فقدوا رفاق درب وسلاح فهذا يعني أن كل بيت اردني يلفه السواد ويخيم عليه الحزن . انا الان سوف استقل حافلة للعودة لبيتي وأنعم بإستقبال ضحكة طفلتي فهل تعتقدون بأنني سوف أصل بسلام ام سيكون هذا المقال اخر عهدي بالحياه .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |