13-02-2016 10:18 AM
سرايا - سرايا - مندوبا عن الأمير الحسن بن طلال رعى الامين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمور مساء أول من أمس حفل إشهار كتاب «قصة طموح» للقاضي الدولي العين تغريد حكمت في منتدى الفكر العربي.
وقالت القاضي حكمت:»يلخص الكتاب تجارب أربعين عاما، كانت مليئة بالمفاجآت التي توالت، كأنني عشت أكثر من حياة واحدة كل منها لها طعم خاص بين خاص بسيطة لابنة ضابط متقاعد في مدرسة الزرقاء الثانوية الى رئاسة المحكمة الجنائية الدولية في راوندا، وامراة واجهت صعوبات كثيرة للوصول الى مواقع المسؤولية، لتصل ان تكون أول قاض من النساء العربيات في المحمكمة الجنائية الدولية في راوندا، التي حاكمت مجرمي الحرب والقادة العسكريين الذين أعطوا الأوامر بالابادات الجماعية، ومحاكمة الحكام الاداريين وغيرهم ممن يفقدون إنسانيتهم في الحروب الأهلية، وكذلك مكافحة الفساد وإرساء دعائم ثقافة المسؤولية بدلا من ثقافة الحصانة».
وتحدثت العين تغريد حكمت عن تجاربها كمحاضرة في اللقاء السنوي لجامعة هارفرد ما بين 2006 - 2011، وأكاديمية وست بوينت العسكرية، وجامعة سيتون هول لمشروع كليات الحقوق في العالم، كما تحدثت عن انتقالها من مطبق للقانون كمحامإلى مشرع في مجلس الأعيان، ونقل خبراتها إلى الشباب في الجامعات حول قضايا العنف الجامعي، والعنف المجتمعي، وحماية الشباب، ووسائل تجاوز الشعور بالظلم وعدم العدالة ضمن الأطر القانونية، ورأت:«إن النمو السريع الذي لم يكن فيه للشباب نصيب جعل الكثيرين عرضة للوقوع كفريسة للمخدرات والتطرف».
وتحدثت العين حكمت عن خبراتها في مكافحة الأشكال الحديثة للعبودية والاتجار بالبشر في المنطقة، وأكدت على أهمية حماية الأسرة من ظواهر العنف الأسري والإساءة للأطفال، وأهمية المحافظة على الثقافة العربية والاسلامية في كل المعالجات الاجتماعية والأسرية.
وتحدث الباحث عمر العرموطي الذي أعد الكتاب عن تجربة القاضي تغريد حكمت بأنها صورة للمرأة العصامية،:»صاحبة الإرادة القادرة على تغيير المعطيات وخلق الفرص وتحقيق الذات، ولقد استطاعت أن تحطم كل الحواجز التي وقفت في طريقها وأن تصبح أول قاض امراة في بلدها وأول عربية في المحاكم الجنائية الدولية، فأثبتت نفسها بجدارة على الساحتين المحلية والدولية، وهذا بحد ذاته إنجاز».
وتابع:»لقد عاشت العين القاضي حكمت في بيئة ثقافية محترمة، اكتسبت منها العلم والثقافة والمبادرة، واستطاعت أن تنشئ أسرة مثالية وكرست جهدها لخدمة بلدها وأمتها والانسانية بشكل عام، وأثبتت أن المرأة العربية والأردنية لا تقل عن مثيلاتها من نساء العالم القياديات والمبدعات، وقدمت نموذجا للمراة الواعية المبدعة التي تحسن إدارة الوقت، وتعرف كيف توجه بوصلة الانجاز في الاتجاه الصحيح».
ودعا العرموطي الشخصيات الأردنية على اختلاف مواقعها:» إلى تدوين سيرها الذاتية، حيث أن ذلك يرقى إلى الضرورة الوطنية، وان جزءا كبيرا من تاريخ العالم الغربي قد أخذ من السير الذاتية لشخصياته في مختلف المجالات، كما على وزارة الثقافة تشكيل فرق عمل تنتشر في جميع انحاء الأردن لجمع الذاكرة الشفوية للوطن».
وقال د. أبو حمور راعي الحفل:»أن العين تغريد حكمت هي أول قاض امراة في الاردن وأول قاض عربية ومسلمة في القضاء الجنائي الدولي من خلال المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في راوندا، حيث تقدم تجربة مليئة بمحطات المثابرة والطموح، التي لم يكن من السهل الوصول اليها بغير العلم والوعي والثقافة، والقيم النبيلة والسامية في بناء الانسان لذاته وامتلاكه أدوات المشاركة في بناء مجتمعه، وصنع النموذج المشرق كنتاج حضاري لمجتمع ووطن وثقافة أصيلة».
مستدركا:»سجلت سيرة القاضي حكمت بجهد توثيقي وبحثي، تبرز سمات وأبعادا تتجاوز الطابع الشخصي والفردي إلى الطابع العام وسيرة الجموع، فالكتاب يصور التطور الاجتماعي المتعلق بدخول المرأة في المشاركة بالحياة العامة والمواقع القيادية والمؤثرة في اطار هذا التطور، كما يصور تجربة ريادية ناجحة بكل المقاييس وان لم تكن عادية وتبلغ درجة التفرد في الوصول الى موقع دولي مرموق». ورأى د. أبو حمورالذي أدار الحفل أن هذه التجربة:»تؤكد على دور الاسرة والمجتمع في مساندة الكفاءات لخدمة الوطن، ودور القرار السياسي البصير ودعم القيادة الهاشمية لتمكين هذه الكفاءات من أداء دورها، والتكامل بين مختلف الأدوار في عملية التنوير والتحديث الاجتماعي، وبناء مجتمع مدني صالح يحقق ممارسات النزاهة والكفاءة والشفافية».