14-02-2016 10:07 AM
سرايا - سرايا - يقرأ د. حسين محمد عبيدات «تجليات الخوف في الشعر الأموي»، فيقول:»يقتضي منا دراسة هذا الأدب وفق رؤية تنطلق من أن النفس الإنسانية هي التي تصنع الأدب، وهذه النفس لا بد أن تدرس من خلال الأدب كما هي في علوها ودنوها، في نجاحها وإخفاقها، في تشاؤمها وتفاؤلها، في ضعفها وفي قوتها، لتكون صورة الأدب واضحة المعالم جلية الأبعاد، أما الميل على دراسة جوانب بأعينها وإغفال ما عداها أو الظن بقلة جدواها، أو التحرج من طرقها فذلك كله يضيع فرصا لا شك في الانتفاع بها، ويدع الصورة ناقصة تبحث عن عوامل النضج والاعتناء».
ويرى د. عبيدات في كتابه الصادر عن وزارة الثقافة أن الموضوع يكتسب أهمية متعددة الجوانب:»تغري باختياره والاقبال على دراسته، فهو موضوع طريف في بابه وجديد لم تتناوله الأقلام كثيرا، ولا يزال بكرا يحتاج الى أبحاث متعددة ومتنوعة تجلي وجهه المختلفة، وتتعمق أغواره، وتستقصي كافة أبعاده وجوانبه، ثم إنه ذو أهمية من حيث محتواه الذي يتناول ظاهرة الخوف، والتي تعد من الظواهر الهامة والمقلقة التي تعتري النفس الانسانية، ودراستها في أدبنا العربي ستضع ايدينا على الجاني الانساني للشعر وتعبيره عن ذات الشاعر».
وعلل د. عبيدات اختياره للعصر الاموي:»بأن هذا العصر يمثل مرحلة هامة من مراحل التاريخ العربي، حيث شهد قيام أول دولة عربية مركزية ومنظمة، تحول فيها نظام الحكم الى ملكي وراثي، اعتمد فيه الامويون على نظام ولاية العهد، وانتقال الخلافة من الاباء الى الابناء، ولضمان بقاء دولة الخلافة الاسلامية وتعزيز وحدتها وقدرتها على الوجود، وجد الامويون انفسهم مضطرين الى انتهاج سياسة القسوة والشدة مع المخالفين والخارجين على سلطة الدولة، وبهذا حدثت فتنة سياسية بين مفكري الأمة وعوامها، وشاع السخط عليهم بين الناس».
واشتمل الكتاب الواقع في 460 صفحة من القطع المتوسط على ستة فصول وهي:»الخوف من السلطة السياسية»، «الخوف من الزمن»، «الخوف من المكان»، «خوف الموت»، «سبل مقاومة الخوف وطرائق ردعه والتسامي عليه»، واخيرا «الدراسة الفنية»