17-02-2016 09:57 AM
بقلم : د عودة ابو درويش
كتبت السيدة جمانة غنيمات عدد من المقالات عن مدينة معان , خلال الازمة التي مرّت بها في السنوات السابقة , وبعدها , وآخرها كان بعنوان وجه معان الجميل والذي تتحدّث فيه عن المبادرة المجتمعية التي قامت بها مجموعة طلال ابو غزالة , والتي من خلالها حاولت المجموعة وعن طريق شركاء محليين , القيام بأعمال من شأنها , كما ترى الكاتبة , أن يكون لها دور مجتمعي تنويري تنموي , تحاول من خلال هذا الدور أن تغيّر الفكر السائد عن العلاقة ما بين القطاع الخاص والمجتمع المحلّي في المدينة , والذي يبنى اساسا على علاقة نفعية بين الافراد طالبي العمل والقطاع الخاص , بحيث يكون فقط في مجال التشغيل ويتوّقف دور القطاع الخاص عند هذا الحد , ويتجاوزه أحيانا لمساعدات سنوية بسيطة , مع أنّ دورها ابعد من ذلك .
ومع انّ الكثيرين لم يلمسوا اثرا للمبادرة التي أطلقتها المجموعة , والتي لا ينفع الآن الحديث عن وجودها لأنّ معظم هذه المشاريع لم تنتهي , أو لم تبدأ , ربمّا لأن المجموعة أوقفت جميع أنشطتها لسبب بسيط , لا يمكن أن يكون مثبطا لعزيمة من يريد أن يحدث تغييرا في الواقع , أو أن يطوّر هذا الواقع , بل على العكس كان لوقف نشاط المجموعة أثرا سلبيا على الاستثمار في المدينة التي ترغب في جذب الاستثمارات اليها , وكان عليها الاستمرار في ما بدأته , ولكن بأنشطة تناسب المجتمع المحلّي , ويكون فيها فائدة للناس وللمدينة , وتتفق مع عاداتهم وتقاليدهم , والتغيير عادة لا يحدث فجأة .
معان المدينة والمحافظة , لم تكن يوما الاّ بوجه واحد جميل , وليس لها وجهين , واحد جميل والآخر قبيح , منذ أن قامت الامارة في شرق الاردن , والى يومنا الحاضر تقف مع الوطن , وترحّب بمن يريد للوطن الخير والرفعة والسؤدد , وبمن يأتي يحمل معه أفكارا للتطوير والتغيير ولكن للأفضل . وعسى أن تعود المجموعة وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص للعمل في معان وغيرها من المدن التي تحتاج الى مبادرات ايجابية تقوم وتنفّذ بالاشتراك مع ابناء المجتمع المحلي , تكون رديفا للتطوّر والتوسّع الذي تشهده هذه المدن , ولكن مع مراعاة خصوصية المجتمع والعادات والتقاليد .
وأضم صوتي لصوت من ينادون بأن تقوم مبادرات من جانب القطاع الخاص , يكون هدفها خدمة المجتمعات المحلّية في معان وفي كلّ المدن الاردنية , تهتم أولا بأنشاء المصانع والمعامل , التي تساعد في التخفيف من البطالة, وتتعاون مع شركات تطوير هذه المدن , خصوصا في تحقيق المفهوم العملي للمسؤولية الاجتماعية .
كبير ما يمكن للقطاع الخاص فعله لإفادة المجتمعات المحلية، إن تخلى عن نظرته المحدودة تجاه دوره التنموي، وأدرك حقيقة أن الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الأردني ككل، هو مصلحة شخصية لكل فرد وجماعة ومؤسسة، على هذا القطاع أن يساعد، بالتالي، على تكريسها.
لو أن معان شهدت عشرات المبادرات المشابهة منذ برزت أزمتها قبل عقود، لكانت حال المدينة وأهلها مختلفة تماماً عما نراه اليوم، ولعرفنا منذ وقت طويل الوجه الحقيقي الجميل المعطاء لمعان؛ المحافظة والأهل.