17-02-2016 10:37 AM
سرايا - سرايا - مندوباً عن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور رعى وزير الزراعة الدكتور عاكف الزعبي حفل إطلاق مشروع (غابة الإبداع) الذي نفّذت وزارة الثقافة المرحلة الأولى منه في رحاب شارع الأردن قرب مستشفى الملكة علياء ظهر أمس.
وأعربت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ، في الحفل الذي حمل شعار (أردن أخضر بمسيرة مبدعيه) وجرى بحضور صاحبتي السموّ الأميرة وجدان الهاشمي والأميرة رجوة علي وأداره الإعلامي صدام المجالي، عن تقديرها لكلّ من أسهم في أن يرى هذا المشروع النور، مستعيدةً الفكرة التي بدأت حلماً عام 2013، وتُنفّذ اليوم تزامناً مع احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى وعيد الاستقلال السبعين، مقدّرةً لوزارة الزراعة اهتمامها وتعاونها نحو تقدير المبدع الأردنيّ بعيداً عن النمطيّة وبأسلوبٍ يتوخى كلّ شرائح المجتمع بهذا التكريم.
كما تحدثت مامكغ، في الحفل الذي استهلّته موسيقات القوات المسلحة الأردنيّة بمعزوفات وطنيّة، عن خطوات العمل وصعوباته التي تذللت بجهد جماعي دخلت فيه وزارة الزراعة شريكاً فاعلاً في البحث عن الأراضي الحرجيّة التي تناسب مثل هذا المشروع الذي استوعب في مرحلته الأولى أربعين شجرةً حملت اسم أربعين مبدعاً تركوا- ويتركون- آثارهم الخالدة في صنوف الكتابة والأدب والفن.
ونوّهت الوزيرة إلى أنّ التكريم الأوليّ لا يعني تجاهل أعلام الإبداع الثقافي في الأردن؛ موضّحةً أنّ المرحلة الأولى تليها مراحل يُستوفى فيها الإبداع كلّه بأسمائه مستحقّة التكريم، معربةً عن أملها في أن يتم الانتهاء من المشروع في نهاية عام 2016.
كما أعربت مامكغ عن تقديرها لكلّ القامات الإبداعيّة وذويهم وقارئيهم والمطلعين على تجاربهم، متطلعةً إلى اليوم الذي تكبر فيه الغراس أشجاراً تحمل شموخ هذه الأعلام، كما ثمّنت جهد أمانة عمان ووزارة الأشغال العامة وموظفي وزارة الثقافة، متحدثةً عن (أردن أخضر) يحمل في طيّاته الإبداع الأردني الذي لا يموت.
بدوره عبّر الدكتور الزعبي عن سعادة وزارة الزراعة وهي تشارك في هذه الاحتفالية الوطنيّة الرمزيّة الخضراء، التي يحتفي الجميع فيها بالعطاء الإبداعيّ الذي يشكّل منارات أردنيّة، محترماً الإشعاع التنويري الذي تركه المبدعون الراحلون، ويكمّله اللاحقون الذين يسيرون على الدرب ذاته لتقديم بلدهم بالصورة الحضاريّة، وهو ما يتطلب إدراك الفلسفة التي تحملها الشجرة في هذا التكريم، الذي تقوم وزارة الثقافة فيه بدور كبير ليبقى الأردن وطناً للإبداع والوئام المجتمعيّ والوحدة الوطنيّة بقيادته الهاشميّة الحكيمة المعروفة برعاية الإبداع وتكريسه على كل الصعد والمستويات.
كما ألقى الشاعر المكرّم نايف أبو عبيد قصيدةً بعنوان (التينة) تضمّنت الشجرة الوارفة التي تقدّم العطاء للآخرين، ومما قال:(سأزرع تينةً في حوش داري/ ليأكل شهدها ولدي وجاري/ وأدعو الطير كي يأوي إليها/ إذا ما غاب عن عيني نهاري/ تبارك أردني أرضاً سماءً/ ففيه ينام أعلام الفخار/ إليه يحج عمّي وابن عمّي/ إذا ما خاف من جور الضواري/ بيادر خيره نادت: تعالوا/ لكم في خبزنا حقّ الجوار).
إلى ذلك، انتظم الحضور في زراعة الأشجار الأربعين المسيّجة بأسماء المبدعين الأربعين: جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه، سمو الأميرة فخر النساء زيد، سمو الأميرة وجدان الهاشمي، الشاعر عبدالمنعم الرفاعي، الشاعر مصطفى وهبي التل «عرار» ، الشاعر حبيب الزيودي، الأديب تيسير السبول، الأديب غالب هلسا، الأديب مؤنس الرزاز، الفنان محمود أبو غريب، الفنان زهير النوباني، الشاعر حيدر محمود، الفنان مهنا الدرة، الأديبة سميحة خريس، الفنان ربيع شهاب، الفنان هشام يانس، الفنان محمود الزيودي، الشاعر نايف أبو عبيد، ، الروائي سليمان القوابعة، الأديب والباحث روكس بن زائد العزيزي، الأديب والمؤرخ يعقوب العودات، الأديب أديب عباسي، الفنان التشكيلي رفيق اللحام، الأكاديمية والروائية رفقة دودين، الروائية زهرة عمر، الأديب فايز محمود، الأديب رفعت الصليبي، الفنان توفيق النمري، الشاعر سليمان المشيني، الفنان حسن إبراهيم، الأديب محمود سيف الدين الإيراني، الشاعر سليمان عويس، الأديب حسني فريز، الفنان عثمان الشمايلة، الفنان أسامة المشيني، الأديب محمد محيسن، الموسيقي يوسف خاشو، المخرج صلاح أبو هنود، الأديب سليمان عرار، والفنان محمد القباني.
في إطار الاحتفال الجماعي، قالت ليلى المشيني إنها تقدّر الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الثقافة في رعاية الإبداع الأردني، ناقلةً عبر(الرأي) مشاعر والدها الشاعر المكرّم سليمان المشيني تجاه هذا العمل الكريم الذي يدل على بلدٍ يحتفي بالمبدعين ويختفي بإنجازاتهم على الدوام.
كما عبّرت الدكتورة نوار فريز عن مشاعر الامتنان لوزارتي الثقافة والزراعة على هذا الجهد الجماعي في التكريم غير النمطي، مستذكرةً إبداع والدها الشاعر الكبير حسني فريز كونه أديباً وشاعراً تتلمذت على يديه كفاءات أردنيّة كثيرة حملت رسالته الإبداعيّة في الحياة. وأضافت الدكتورة نوار أن فريز كتب للشجر وغنّى له في مقطوعات عديدة، ذاكرةً قصيدة (السنديانة العجوز) بما تحمله من فلسفة ما تزال حاضرةً في ذهنها وهي ترى أبناءه وأحفاده وتأثيره الأدبي عليهم في ما ترك من إبداع.
بدوره، قال أمين عام وزارة الثقافة أمين التلهوني إنّ (غابة الإبداع) مشروعٌ حضاريّ، محترماً الجهد الدؤوب لوزيرة الثقافة في بحثها عن الأفكار الكفيلة بتقدير المبدع الأردنيّ وتأكيد دوره المجتمعيّ، ذاكراً مشروع (سييرة مبدع)، الذي هو عيّنة على اعتزاز المؤسسة الثقافية بهذا النفس الإبداعي الذي تستلهمه الأجيال. وأضاف التلهوني إنّه رأى في عيون الأحفاد والضيوف والأبناء فرحةً غامرةً وهم يلتفون حول أشجار حملت كلّ هذا المشوار الطويل المميز مع الكتابة والإبداع.
وثمّن رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين الشاعر عليان العدوان التكريم الحضاريّ الذي يحمل في طيّاته مضامين الشجر الأخضر ويشعرنا بأن العطاء ما يزال أخضر، مضيفاً أن ثلاثة شعراء من أعضاء اتحاد الكتاب يُكرّمون اليوم، وهم الأديب العلاّمة روكس بن زائد العزيزي، والشاعر حسني فريز، والشاعر سليمان المشيني.
الفنان أسعد خليفة تحدث عن جماليات الطبيعة والمكان وارتباط الأديب بها وبحثه الدائم عنها، معتبراً أنّ هذا المشروع إنّما هو إضافة مهمة من الإضافات التي تفعّلها وزارة الثقافة عرفاناً بدور المبدعين لتكريس حضور المبدع عبر الأجيال، متناولاً معنى الهدوء والاختلاء بالطبيعة لاستذكار أنفاس المبدعين الأوائل الذين أخلصوا لمشروعهم الجدير بالاحتفاء.