18-02-2016 09:38 AM
سرايا - سرايا - حلت الظهيرة ومعها نبأ رحيل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، لتتجه الأبصار والأقدام نحو مسجد الحسين حيث تشييع الراحل لمثواه الأخير.. مصراوي رصد أبرز المشاهد في جنازة فقيد الصحافة المصرية والعربية.
على خلاف سيارات تكريم الموتى، جاء جثمان "هيكل" بداخل سيارة سوداء ضخمة عن السيارات التي تلتها، كُتب على ظهرها "الحمدلله" باللون الأبيض، فتح بابها الخلفي فخرج الجثمان بهدوء، على عكس ما حدث وقت خروج النعش من المسجد، إذ تزاحمت وسائل الإعلام، فيما ظل يمارس حكمدار القاهرة، دوره في إبعاد الجمع، لا سيما مع توافد شخصيات عامة، ضمنها السفير عمرو موسى، والدكتور مصطفى الفقي، والكاتب عبدالله السناوي، وغيرهم.
التف المواطنون لمعرفة ما يدور، اصطفوا خلف كاميرات المصورين، حاملين هواتفهم الشخصية لالتقاط صورة لحدث، فطنوا أنه مهم، رغم جهلهم به "هو اللي بيحصل ايه يا كابتن؟ "، قالها أحدهم فيما اتخذ مكانا مرتفعا عن الأرض الحصول على أفضل صورة لما يجري، بينما نهرت أم ابنتها، طالبة منها تصوير الحدث.
بالمسجد كان العدد قليل، صلاة لم تتعد دقائق قليلة، إمام يبلغ المصلين بعد الانتهاء من صلاة العصر بحين موعد صلاة الجنازة قوله "صلاة الجنازة على الأستاذ محمد حسنين هيكل".
الكاتب أيمن الصياد يبكي، فيما كانت الإعلامية لميس الحديدي تسارع للخروج من المسجد الذي تجمع على بوابته المصلين بعد احتجازهم من قبل قوات الشرطة بعد خروج الجثمان في صندوقه الخشبي من داخله، "مش قادرة أصدق إن ده اونكل محمد" بهذه الكلمات لفتت امرأة خمسينية باكية انتباه الجمع بالمسجد، كانت الأقل تماسكا، فيما بدى عموم الحضور بشكل اعتيادي انتظارا للخروج من المسجد.
وعلى الجهة الأخرى بالشارع انتفض رواد فندق الحسين، لصوت السرينة الصادر عقب خروج النعش، وترك اصحاب المحال بضاعتهم للمشاهدة، فيما لم يتوقف مجيء الوفود السياحية.
بعد نحو ساعة ونصف، استغرقتها الجنازة، عاد الميدان لما كان عليه، بين باعة ينادون على بضاعتهم، بالخبز، صناديق تلميع الأحذية، والمرطبات، ولعب الأطفال، آخر استرد بقعته التي اعتاد استغلالها مستغلا لجلوس المواطنين بمقابل مادي، وتناثرت القمامة التي ألقاها المواطنون، بينما خفت أرجل العاملين بالنظافة، ليبقى ميدان الحسين ومسجده شاهدا على الإطلالة الأخيرة للكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل.