18-02-2016 10:48 AM
سرايا - سرايا - عرض الباحث الدكتور زهير توفيق في محاضرته مساء أول من أمس، اسهامات المفكر أديب اسحق المبكرة في مشروع النهضة العربية.
وقال توفيق في ملتقى الثلاثاء الفكري الذي تنظمه الجمعية الفلسفية ومنتدى الفكر الاشتراكي في مقر المنتدى بعمان، إن إسحق عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أو ما اطلق عليه تجاوزا عصر النهضة العربية، فساهم في بناء هذا الصرح، وأثر به، ومات في ريعان الشباب، فلم تتوفر له الفرصة الكافية لاغناء مفاهيمه النظرية والسياسية، أو ممارسته الحزبية برفقة جمال الدين الافغاني.
ولفت إلى أن جزءا من مؤلفاته الفكرية والادبية اختفى، وبقي من تلك المؤلفات ما جمعه أخوه عوني اسحق وصديقه جرجس ميخائيل نحاس، وفي سبعينات القرن الماضي جمع المفكر ناجي علوش الكتابات السياسية والاجتماعية ونشرها في كتاب صدر سنة 1978.
واعتبر أن أسحق عبّر في كتاباته عن الواقع الذي عاشه المشرق العربي، مستخدما مفاهيم الثورة الفرنسية وعصر التنوير كالحرية والمساواة والاصلاح والامة والوطن، ونادى بالاصلاح الشامل.
وأشار إلى انه اكد على الحرية واشكالها واصولها واهميتها للانسان، مستلهما مفهومها واصولها الليبرالية في عصر التنوير من القرن الثامن عشر.
وقال إن اديب اسحق يمثل الاتجاه الليبرالي في الفكر العربي النهضوي من خلال الاشكالية الفكرية التي حركته وحركت غيره من رواد النهضة، والتي شكلت الاطار التكويني للفكر العربي الحديث والمعاصر، وهي اشكالية الاصلاح والنهضة. وبين توفيق أن إسحق توصل لمقاربات عميقة للواقع السياسي والاجتماعي كربط الحرية بالمساواة، والتأخر بالاستبداد، والتطلع لوحدة عربية شاملة اساسها اللغة العربية، ودعا لتحرير المرأة والتسامح ونبذ التعصب الديني والمذهبي، وأكد على الوطن والرابطة الوطنية والتصدي للأطماع الاجنبية.
ولفت إلى انه لم يكن بإمكان اسحق لا هو ولا غيره من رواد النهضة بناء نسق فلسفي متماسك، وتمثل دوره الاساس في تقديم الاساس النظري للإصلاح وآلية فعالة للتحرر من التأخر والتبعية، ومن خلال المقولات والافكار التي طرحها والاطار المرجعي الذي استند اليه.