12-09-2008 04:00 PM
نحترم الدراما التلفزيونية ونرفع لها قبعاتنا اذا ما كانت تهدف الى اثراء المشاهد اينما كان واعطائه جرعة من الاحداث التي تسمو لاهداف نبيلة غايتها الصعود بهذا المشاهد الى اعلى درجات الوعي من خلال الحجة والمنطق لا من خلال التلاعب بالعواطف والاثارة المفضوحة التي تهدف الى جذب اكثر عدد من المشاهدين فان تلك الدراما تتحول الى جريمة لا بد من معاقبة مرتكبيها وان لم يكن هناك قانون يعاقب هؤلاء فان قانون الجماهير هو الذي سيؤطر لهذه العقوبات من خلال مقطعة مثل هذه المسلسلات التي باتت اداة للاساءة الى عاداتنا وتقاليدنا التي ما فتئنا نرفعها شعارا ووساما على رؤوسنا.
ولانني لا اريد ان اطيل عليكم في الحديث فقد كنت انا العبد لله من المتابعين للحلقات الثمانية الاولى للمسلسل البدوي عيون عليا وكم كنت سعيدا وانا اشاهد تألق الدراما الاردنية على هذه الشاشة العربية التي تستقطب الملايين في هذا الشهر الفضيل المبارك.. واعتقدت ان الدراما الاردنية وبالذات البدوية منها عادت الى المتألق من جديد بعد غيابها القصدي لفترة طويلة جدا بسبب تداعيات حروب الخليج المتتالية، ولكن وللاسف فان سعادتي لم تدم طويلا حينما بدأت بعض حلقات هذا المسلسل والانتاج الضخم تسير باتجاه معاكس لما كنت اعتقدته منذ البداية من خلال بعض اللقطات التي ظهرت فجأة دون سابق انذار ووقعت على رؤوس ابناء البادية لموقع الصاعقة لما في هذه اللقطات من اساءة واضحة لكل ما هو بدوي اصيل.. فبالله عليكم كيف نصدق ان بيت الشعر البدوي يكون سراح مراح للداخل والخارج منه وكأنه لوبي في فندق خمس نجوم، ففي احدى اللقطات يظهر الممثلون وهم يدخلون الى المحرم.. وهو المعرفو عنه انه بالنسبة لاي بدوي غرفة النوم التي لا يتجرأ اي كان بأن يدخلها مهما علا شأنه وقدره، فهل من عادات البدو الدخول الى محارم بيوت الشعر فهذا لم يحدث ولن يحدث فكيف يتجرأ المخرج على مثل هذه الاساءة التي يجب ان يحاسب عليها بقسوة حتى ولو كانت تمثيلا وكيف يجرؤ المخرج وتجرؤ صبا مبارك على ركوب الفرس وهي فارعة الرأس فهل هذه هي اخلاف البنت البدوية.. الا يعرف المخرج حسن ابو شعيرة انه ومن خلال هاتين اللقطتين اساء ايما اساءة الى بنات البادية.. يا حسن ابو شعيرة ويا صبا مبارك ويا ايها المسؤولين عن هذا الانتاج الفني الذي تفاءلنا به خيرا.. توقفوا لقد اسأتم للبادية وعليكم الاعتذار فورا.. والا فانتم تقصدون الاساءة الى عاداتنا وتقاليدنا البدوي فاذا كان ذلك هو هدفكم.. فأقول لكم لا والف لا لن تستطيعوا لان تلك الصحراء التي لقمت وجوهنا وتلك الرمال التي جعلت من ايدينا كما الحديد وتلك البيوت التي كانت بالنسبة لنا افضل من قصور عبدون التي تسكنونها ما زالت كما هي ولن تستطيعوا ان تفعلوا شيئا.. وعيون عليا لم تكون ابدا عيون تلك البدوية في بواد الاردنيفعيون عليا تلك بعيدة كل البعد عن عيون صبا مبارك التي لا تزور البادية ولا تعيش فيها الا عندما تصور المسلسلات ولن تفهم الاخيرة معنى البدوية وعيونها، والله من وراء القصد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-09-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |