20-02-2016 09:28 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
في الأمثال و قصص القران الكريم عبر ومواعظ كثيرة ،فالا مثال ضربت للناس ليمزوا بين الحق والباطل ، والقصص بنيت على أساس من الإيمان في نفوس أولياء الله تعالى ،فالإيمان هو طريق النجاح في حياة الإنسان ، وكل ما نشاهده من سلبيات في حياتنا نتيجة غياب الإيمان في أساس البنيان ..........
إن مقياس نجاح جميع العلاقات في حياة الإنسان (علاقة الإنسان مع نفسه ،علاقة الأبناء مع أبائهم ، علاقات الصداقة ،العلاقات الزوجية وعلاقة الحاكم والمحكوم )مبنية على الإيمان أو الصدق الذي يقدس هذه العلاقات وأهميتها في الحياة ،والذي يطهر النفوس من هواها ........
جميع قصص الأنبياء بنيت أولا على الدعوة في التوحيد لأنها توصل الإنسان للحكمة ( مقاصد الأعمال والأقوال )من خلال الطاعة والتسليم لما جاء في كتاب الله تعالى الذي لم يغفل حتى عن صغائر الأمور،لهذا فان مقياس نجاح الإنسان بقدر الإيمان الذي يتطلب القوة والأمانة والعدل،لتوجيه العلم والمعرفة عند الإنسان للطاعة ، فبدون الإيمان ومتطلباته لو بلغ الإنسان أقصى درجات العلم والتخصص فانه يهدم ولا يبني فكم بلغ الإنسان في هذا الزمان من العلم والمعرفة إلا أن المجتمعات البشرية تزداد فقرا ،وتصارعا وحروب وفتن..........
في قصة استخدام رسول الله تعالى موسى عليه السلام في الرعي لأنه القوي الأمين عبرة وموعظة لاختيار المستخدم ، فالقوة والامانه هما من متطلبات النجاح ،فالقوة هي القدرة على تحمل المسؤولية بأمانة ،والقوة هي القدرة على كبح النفس عن هواها في الظلم والغش والكذب والنفاق ...........
وفي قصة استخدام نبي الله تعالى يوسف عليه السلام على خزائن ارض مصر لاجتياز السنين العجاف وذلك بعد أن اثبت براءته من خلال امرأة العزيز أمام الملاء عبرة وموعظة لاجتياز مراحل الفقر وانحطاط الاقتصاد ،فقد كان دين (الدين هو التشريع )عزيز مصر يقوم على العدل ،لهذا فقد استخدم الأمين الذي لم يخنه في زوجه ، في صون الامانه بالعدل والتدبير حتى لا يهان الإنسان في لقمة عيشه ولا يجوع الطفل والعجوز وحتى يعيش الجميع لاجتياز مرحلة القحط التي دامت سبع سنوات......
إن القران الكريم يهدي للتي هي أقوم لهذا فهو دستور للحياة ، وان الله تعالى ضرب الأمثال بالحق ليهتدي الناس ويرتجعوا عن الباطل في خيانة الله وأمانته وهما أساس المعاناة وانحلال الخلق والفساد والتأخر في حياة الإنسان والمجتمع والدول ..........