20-02-2016 09:30 AM
بقلم : ديما الرجبي
النهج السياسي الذي يمضي عليه الملك سلمان يتسم بإرادة عالية وتحدي غير مسبوق ويتصف ( بالمغامرة السياسية) خصوصاً أن الجبهات مفتوحة على شرقنا من كل الجهات ولعبة الحرب تحتمل الخسارة قبل الربح وبطبيعة الحال الخسارة أكبر، لم يعد الكيان الصهيوني وحده الذي يُهدد أمن المنطقة والساعي في تحقيق نبؤته بل انضم إلى خط الهجوم قوى أمنع وألعن منه وهي قوى " الهلال الشيعي" وقد تكون هذه القوى تهدد الكيان الصهيوني أيضاً، وإن قيل بأن ذلك اعلامٌ مجير كي لاتتضح المصافحات!! ولكن على ما يبدو أن خطط ايران تتعارض مع الصهاينة وليس فقط بممانعتها وصواريخها التي تُطلق كل مئة سنة ضوئية على اسرائيل بل بمشروع التشييع الذي لا تقبله التوراة وهنا تتضارب المصالح فلكل منهم أجندته الخاصة ويا حبذا لو يضرب الظالم بالظالم ..
النهج السياسي السعودي الجديد لم يفته أي أمر إلا ووضع بصمةً له وكأنه يضع النقاط على الحروف من جديد مجهضاً جميع سياسة الملك الراحل عبد الله ويبني لنفسه خط سياسي مختلف يتوافق مع هذه المرحلة إلى حدٍ ما نظراً لما تشهده المنطقة من تلاطم وصراع مخيف جداً .
من ذكاء السياسة السعودية أنها وضعت يدها على الجرح علناً وقالت أنه لا وقت لمحاكمة " الاسلام السياسي" والمتمثل بالاخوان المسلمين ومن ينبثق عنهم من جماعات ولعلمها أن الوقت المُهدر في محاربة الاخوان واتهامهم بالإرهاب أحاد الدول العربية عن التهديد الحقيقي وأشغلهم في قتل بعضهم ووجه الإعلام المناصر للفوضى الدموية العربية على بث وتوثيق حملات اعتقال " للمخربين" و " الارهابين " من الإخوان المسلمين ؟!! وهذا لا يعني رضى السياسة السعودية عن الإخوان بل تحجيمها واعدادها كطرف من الأطراف وليس سبباً رئيسياً لما يعصف بشرقنا .
المصافحة التركية السعودية استفزت النظام المصري على الأخص
( التعاون التركي_السعودي، ضروري للمواجهة المُقبلة)
أكدت السعودية أنها تتخذ خط الوسط في معاملتها ولا وقت للدبلوماسية على حساب أمن المنطقة العربية خصوصاً بعد أن وقعت العراق وسوريا وليبيا في قبضة ايران وحلفائها وهذه الخطوة استفزت النظام المصري واعلامه وبدأ المنظرون بالمهاترات على هذه الخطوة التي اعتبروها نصرة للإخوان المسلمين .
مصر اليوم يحكمها " البريق الاعلامي " وما زال الشعب ينتفض على حقه وأصبحت المنابر الاعلامية الناطق باسم الشارع المصري بين معارض وموالي ووصل التخلف السياسي بهم باعتقال طفل عمره أربع سنوات ؟!!
يقول الكاتب خالد الدخيل" إن قضية جماعة الإخوان تحولت في مصر إلى نوع من العقدة الفكرية والسياسية، عقدة مدمرة تحتاج إلى شيء من التفكيك والتمييز بين مبررات الموقف من الجماعة ومتطلبات مصلحة الدولة على المستوى الإقليمي، ثم أن تضخم قضية الإخوان على ذلك النحو هو نتيجة طبيعية لغياب مشروع فكري وسياسي مصري تلتف حوله أغلبية المصريين"
مغامرة السعودية تحتمل الفشل والنجاح ولكن لابد من أخذ خطوات جدية نحو هدمٍ بناء ونحن نعلم بأن الخسائر جمة وأن الشرق الأوسط اُستنزف تماماً ولكن لما لا نُعطي القادم فرصة علها تغير موازين القوى ؟!!
أما القضية الفلسطينية فدعونا نقول إذا ما حررت تلك البلاد أعلاه سنصل بإذن الله إلى القدس لتحريرها .
والله المستعان