21-02-2016 09:30 AM
سرايا - سرايا - أثارت صورة عاملة إغاثة شقراء تقرّب قارورة مياه من فم طفل نيجيري عار، نحيف ومنبوذ، عاصفة من ردود الفعل المتعاطفة والغاضبة أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهرت صور أخرى مساعدين اجتماعيين يدثّرون الصبي العاري بغطاء ويقودونه إلى أحد المراكز الصحية لعلاجه من آثار الجوع والأوساخ التي تغطي جسده النحيل.
وقد اتهم الطفل بأنه “ساحر”، وتخلى عنه الجميع، بينما كان يجوب الشوارع لمدة أشهر في صراع مرير من أجل البقاء.
“لم يكن ليستمر طويلا على قيد الحياة”، تقول عاملة الإغاثة الدنماركية إنجا رينغن لوفين.
وتضيف: “عندما سمعنا بأن عمر الصبي يتراوح بين سنتين وثلاث سنوات لم نتردد. طفل في عمره لا يمكن أن يصمد كثيرا في العراء. على الفور، أعددنا مهمة لإنقاذه”.
وتؤكد لوفين، وهي مؤسسة لمنظمة أطفال أفريقيا من أجل التعليم والتنمية، في تصريحات لموقع “هافينغتون بوست” الإنكليزية، أن الطفل “كان في حالة يرثى لها. كان مجرد كتلة من العظام والجلد”.
وقد نشرت، لاحقا، صورا صادمة للطفل الهزيل ما خلف موجة من ردود الفعل المتعاطفة على فيسبوك، بينما تدفقت التبرعات على المؤسسة التي احتضنت الطفل.
وتقول لوفين إن “العائلة تخلت عن الصبي ليموت”. ولم تقدم تفاصيل أخرى عن حياته، لكن هذا لم يمنع مغردين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من انتقاد “الخرافات” التي تدفع العائلات للتخلي عن أبنائها.
وتشير لوفين، أسفل إحدى صور الطفل نشرتها على فيسبوك، أن سبب نبذه هو “السحر”.
وتعتقد بعض المجموعات الدينية في أفريقيا بأن الأطفال تتقمصها أرواح السحرة والأشباح.
تقول لوفين “آلاف الأطفال متهمون بالسحر. وقد رأينا أطفالا قٌتلوا وآخرين تعرضوا للتعذيب، أو مصابين بالفوبيا والهلع”.
وتؤمن مجموعات دينية في مناطق مختلفة من أفريقيا بالسحر والشعوذة، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف). ففي 2010، حذرت المنظمة الأممية من أن المئات من “الأطفال والبالغين يواجهون تهما بالسحر، ما يقود إما إلى نبذهم أو قتلهم”.
وأضافت أن الأطفال الذين “يعانون من تشوهات جسدية أو الانطوائيين أو المصابين بالتوحد يُتهمون بالسحر”.
المصدر: هافينغتون بوست/ يونسيف/ واشنطن بوست