21-02-2016 10:24 AM
سرايا - سرايا - ضمن أمسيات البيت الثقافي العراقي في رابطة الكتاب، نظمت مؤخرا أمسية بعنوان «رافع الناصري ولوحة الغياب الأخير في الأردن».
تناول فيها الناقد والفنان التشكيلي محمد العامري جوانب من سيرته الإبداعية وتأثيره عربيا، كما تحدث فيها الفنان العراقي (خالد وهل)، وأدارها الفنان التشكيلي ضياء الراوي، وسط حضور من المثقفين والفنانين التشكيليين وبحضور زوجة الراحل الشاعرة والدكتور مي مظفر.
استهل الأمسية التشكيلي العامري قائلا: يعتبر الفنان الناصري علامة فارقة في الفن العربي فكان أحد الذين تمردوا على النمط العراقي في الفن منذ الستينيات من القرن الماضي إلى جانب أنه يعتبر من الذين شكلوا خصوصية في تاريخ الحرف العربي عبر مجموعة من الإسهامات سواء كان في الإنجاز على صعيد التجربة أو من خلال إسهاماته في تدريس الحفر في الجامعات العربية، مشيرا إلى أهمية وجود الفن العراقي في الأردن جراء الظروف السياسية والذي شكل حالة جديدة من التنافس بين العراقيين والفنانين المحترفين المقيمين في الأردن، بينما ذهب رهط من الهواة إلى إقصاء الفن العراقي عبر عدم التعامل معه وذلك لعدم امتلاكهم أدوات للتنافس والتثاقف.
ولفت العامري النظر إلى عدم استفادة الساحة الثقافية من وجود فنان مثل الناصري، بل حورب من قبل بعض المؤسسات والأفراد، لكنه ظل واضح التأثير الإيجابي على الساحة الثقافية عبر تأسيسه لمحترف الغرافيك في دارة الفنون، حيث يعتبر المحترف الأول المختص بالغرافيك في الأردن كمكان مجهز للاحتراف، وقد أسهم المحترف في بروز أسماء أردنية في هذا المجال، مشيرا إلى بؤس التثاقف والحوار الذي يحكم الساحة الأردنية والتي تحولت بشكل جلي إلى منتونات مغلقة على نفسها من خلال وهم الامتلاء.
كما قدم العامري ملخصا عن علاقته الشخصية بالفنان الراحل الناصري من خلال مجموعة من اللقاءات في مشغله في جبل اللويبدة وصولا إلى طبيعة الحوارات الثقافية العالية بين الناصري والعامري فيما يخص الوضع الثقافي الأردني والعربي على حد سواء، موضحا أن الناصري أسهم في تغيير صورة المجلة الثقافية التي تصدر عن الجامعة الأردنية إضافة إلى تجاربه في مجالي الرسم والفوتوغراف والحفر ومغامراته في المزاوجة بين الشعر والتشكيل عبر عدة تجارب منها تثاقفه مع الشاعر الراحل محمود درويش في ديوانه كزهر اللوز أو أبعد، إضافة إلى تجاربه المتنوعة فيما يخص الأمكنة منها: بغداد وباب اليمن والبحرين.
من جهته الفنان العراقي (خالد وهل) قدم ملخصا عن علاقته بالفنان الناصري كونه أحد طلابه، مؤشرا إلى طبيعته الإنسانية ودعمه للفنان الحقيقي ومدى دقته في توصيف الأمور بلا مجاملة.
والناصري من مواليد عام 1940، درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد 1956–1959. وفي الأكاديمية المركزية في بكين، الصين 1959 ـ 1963.
اكتشف جماليات الحرف العربي وأدخلها في تكوينات تجريدية، أسس جماعة الرؤية الجديدة مع عدد من الفنانين العراقيين، وشارك في تأسيس تجمّع البعد الواحد مع شاكر حسن آل سعيد.أسس عام 1974 فرع الغرافيك في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وتولى رئاسته حتى العام 1989، الذي تفرغ فيه لعمله الفني بعد أن أنشأ المحترف.
درّس في جامعة إربد في الأردن. وأسهم في 1993 بتأسيس محترف الغرافيك في دارة الفنون في عمّان.