حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,17 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 37828

"خطار عنا الفرح"

"خطار عنا الفرح"

"خطار عنا الفرح"

22-02-2016 11:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فرح ابراهيم العبدالات
كثيرا ما كنت اعتقد بأن كلمات قصيدة الشاعر العراقي عزيز سماوي والتي تحمل اسم "خطار عنا الفرح" بأنها عنواناً للفرح و الابتسامة ,حيث كنت اظنها مرتبطة دوماً بحفلات الزفاف و المناسبات بما تحملها من رموز كالضيف والفرح و صواني الشموع و غيرها ,لكني للاسف كنت مخطئة تماما,بل عند استيعابي لمعناها و مقصدها الصحيح, أصبحت أسارع لسماعها عندما تحل علي لحظات من الحزن والانعزال والتفكير بكل شؤوني الخاصة بانفراد ,لا أحد غيري وغيرشموعي تحت أضواء القمر وظلال النجوم.
كتب الشاعر العراقي المناضل هذه الابيات المؤثرة و الجميلة وراء قضبان السجن في العراق,كان واقعا في تساؤلات و احتمالات ما بين استنزاف دهره بالكامل في هذا السجن وما بين الافراج عنه في أية لحظة, فجلس يحاور قلبه لساعات وساعات, وكان مضمون هذا الحوار هو هذه الابيات.
يقول الشاعر لقلبه بأن الفرح قادم و البهجه عائدة,فإملأ طريقه بالشموع و الدموع و انثر الهيل فرحا به بعد غياب قد طال كثيرا,ولا تُظهر له الحزن و الأنين الذي كان مزروعاً بي طوال المدة الفائته, أخاف بأن يذهب ولا يعود,اشعل لي ايها القلب موقداً يشب بنار الشوق لهذا الضيف, و عجّل في ذلك قبل أن يذهب عمري هباءاً في انتظاره, فيرد القلب عليه بان الفرح عبر من أمام بابك و لم يتوقف عندك بل مضي في سبيله,فيتعجب الشاعر من الظلمة الشديدة والليلة القمرية الكئيبة التي حلت عليه بالرغم من انه في وسط نهار الصيف اللاهب, الى حين مرور هذا الزائر مرة أخرى الا وهو الفرح والافراج عنه أخيراً ,ويصف سعادته التي غمرت عقله و تفكيره والتي بدورها منعته من عتاب هذا الضيف أو التفكير في ذلك.
عزيز سماوي لقب بشاعر الفرح المستحيل,لطالما كان فرحه غير مكتمل ومنتقص البهجه,عندما كان يسمع عن أعماله في الاعلام كونه شاعر مختلف وبأن له فتوحات في الصور الفنيه يفرح منكسرا,وحين قرائة لتجربته مع السجن و الاغتراب والوحده يفرح منكسراً ايضاً,لان النجاح و والفرح ينبغي بان يكون للشعر وللشاعر وللوطن فقط , فهو لا يرى مسافة تحول بين الوطن والشعر بل انهما بنفس الخط متوازيان في المسار والشعور ايضاً.
قام الموسيقار القدير الهام المدفعي من تحويل هذه الأبيات الممزوجة ما بين الفرح والحزن معا الى أغنية خصّت الفلكلور العراقي المنكّهة بطعم الايقاع الغربي ,والتي انشهرت من بعده و أصبحت من الأغاني المميزة كلماتاً والحاناً و أداءاً في الوطن العربي,خطار عنا الفرح مثلت عزيز سماوي و تمثل الان الكثيرين من هم وراء السجون كافه ,فما أجمل القلب حين يسليك عن همومك بحوارك معاه, وما أروع منظر حلول الفجر بعد ليل مظلم, واني لأتسائل كيف يكون شعور المعتقل لحظة الافراج عنه و عودته الى الشمس والهواء والماء والأحباء من جديد؟شعورا نادرا من نوعه مؤكد,حينها فليعلن شعبه الاحتفال بالفرح و تعليق صواني الشموع ونثر الدموع على الطرق , لكن أبقي قليل من الفرح مزروع وسط أوطاننا في أيامنا هذه ؟ آملُ ذلك.








طباعة
  • المشاهدات: 37828
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم