بقلم : د. معن سعيد
هناك الكثير من المعادلات المقلوبة في حياتنا , وواحدة من هذه المعادلات المقلوبة هي إستعمال الأرصفة والشوارع في عمان .. فالطبيعي أن تكون الشوارع للسيارات , والأرصفة للمشاة , ولكن الواقع في عمان هو مختلف تماما .
الأرصفة في عمان تستعمل كحدائق لزراعة الأشجار وذلك لأن الأمانة لا توفر أي مساحات خضراء في المناطق السكنية مثل بقية عواصم العالم ولهذا فهي لا تجد سوى الأرصفة من أجل أن تمارس فيها هواية الزراعة الموسمية , أما المواطنين فلا يجدون مواقف لسياراتهم فلا يجدون سوى الأرصفة كملاذ آمن لعرباتهم .. وهكذا تمتلئ الأرصفة بالأشجار والسيارات ...
وهكذا أيضا لا يجد المواطن المسكين ( في كل شيئ ) سوى الشوارع ليمشي فيها , فتراه يسير على جنبات الشارع العام صغيرا كان أم كبيرا , ذاهبا إلى المدرسة أم باحثا عن وسيلة مواصلات تقله إلى عمله , وهكذا يعرض نفسه وأولاده إلى خطر الدهس من السيارات الأخرى بسبب السرعة أو بسبب تفادي الحفر والمطبات في الطرق أو بسبب تفادي مواطن آخر يسير في منتصف الطريق لأنه لم يجد مكانا حتى على جوانبه .
هل نحلم بأن يأتي يوم تكون فيه الأرصفة للبشر .. والشوارع للسيارات !!! سيكون ذلك اليوم يوما عظيما في التاريخ البشري !!!