24-02-2016 10:13 AM
سرايا - سرايا - تتواصل عروض مونودراما وفنون الفجيرة حتى نهاية الشهر الحالي على عدد من المسارح والفضاءات الفنية المختلفة في إمارة الفجيرة.
على مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح وضمن عروض المونودرما المهرجان قدم العرض المنغولي «ليدي ماكبت» والمأخوذ من «ماكبت» لوليام شكسبير ومن انتاج وتمثيل: اس سارانتويا واخراج: بي منكدورج ودي ساينشي ميغ. وسيناريو: دي ميند ساي خان.
«مكبث» شكسبير التي قدمها المسرح العالمي آلاف المرات ، إلا أن الفريق المنغولي استطاع أن يخرج من فخ التقليدية بحرفية وفق عمل موسيقى كوميدى التزام بروح الدراما العالمية الكلاسيكية لشكسبير، فالتحريض على القتل والشر الذي ينتهي بعقدة الذنب والانتحار شحنت النص وقدمت مونودراما لم تتوقف ولم تخفت طيلة مدت العرض.
العرض الذي قدم بشكل واضح عقدة الصراع على السلطة، وعقدة النزاع الأبدي للحصول على القوة والمزيد من السلطة كان تراجيدية تاريخية ازلية تدور حول الافعال والدوافع الكامنة للسيدة ماكبث وطموحها الطاغي لنيل السلطة والقوة ، حيث تستعرض كيف حلمت وصارعت حتى سقطت في النهاية.
ورغم ان الكاتبة اضافت على النص لتتمكن من توضيح وجهة نظرها كما يقول نقاد، الا ان المسرحية حفظت المعنى في مسرحية شكسبير، حيث في نهاية حياتها «وهي تتحدث لرأس ماكبث» وقبل ان تصاب بالجنون، ظهرت الحقيقة كاملة امام عينيها بعد ان حصلت على كل ما سعت اليه، وحين واجهت نتائج افعالها وطموحاتها اكتشفت حقيقة الحياة المؤلمة.
العرض برؤيته الجديدة وسينوغرافيا تمثلت في تكوينات ضوئية تقاطعت مع شرك العنكبوت الذي اتسع بحجم المسرح لتفتح الأفق امام المشاهد ان من يدخل هذا الشرك لن يخرج سالما تضمن ثلاثة مشاهد متتالية، الاول حيث تتلقى ماكبث رسالة من زوجها وهو متوجس للحصول على كل السلطة والثروة بعدما تقابل مع الساحرات الثلاث، وبعدها سلمت كل افكارها وسخرت جمع طاقتها الى الشيطان الذي زادها شرا وطعما ووضع السيدة ماكبث الفخاخ والحيل لقتل الملك «دنكان» لانها تعتقد انه قد يعيق تملكها للسلطة التي سوف تكون سلطة مدى حياتها.
في المشهد الثاني من المسرحية تحصل ماكبث على السلطة، وحرسه، لتتحقق رغبتها في المشهد الثالث من العرض تتوج على انها ملكة وزوجها الملك ليموت ماكبث في الحرب، وتبدأ معاناتها صراعات وهواجس جنونية تسقط بعدها في هاوية الجنون.
ثلجتين بليز
العرض الثاني الذي جاء بعنوان: «ثلجتين بليز» للفنانة روان حلاوي من لبنان التي كتبت وأخرجت ومثلت العمل قدمت قصة حياة امرأةٍ غابت طويلاً، لتعود بحثاً عن حلمٍ مفقود اعتقدت أنها لن تستطيع تحقيقه، لكنها تجد طريقتها في الخروج من واقعها الراهن بعد استعراض حياتها عبر محطات من الذاكرة.
اختارت حلاوي سينوغرافيا بسيطة تمثل بمكانها المفضل وهو عبارة عن كرسي بار في حانة، تعودت ان ترتادها وحيدة، فتتعامل مع الكرسي بمثابة كرسي اعترافها، لتسرد ذاكراتها التي تبدأ في عمر 12 عاماً بعد أن اكتشفت أنوثتها وتعرضها للتحرش من قبل أشخاص، على مسارات حياتها والذين لم تعرهم أي اهتمام، لتجد في نفسها المرأة التي تملك الحرية فيما تفعل، وتجد في وحدتها حريتها وفي فرديتها حريتها، رغم ان زواجها لم يعقها، لتعود إلى الأماكن نفسها التي تركتها سعياً وراء الحلم نفسه.
تقول حلاوي في مسرحيتها انها لا تشبه إلا نفسها، فهي جسدت تجربتها الشخصية بطريقة سلسة وممتعة ووصلت إلى المشاهد بعيداً عن أي حواجز.
كما أقيمت على هامش عروض المونودرما وعلى مسرح القرية التراثية بجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح عروض فنية لفرقة المجد للفنون الشعبية من سلطنة عمان حيث قدمت لوحات فنية وغنائية متنوعة تميزت بالزي العماني الاصيل.
وعلى المسرح نفسه تجلت الفرقة المصرية «سوهاج للفنون الشعبية المصرية» وقدمت عروضا راقصة مثلت التراث الصعيدي المصري، من خلال رقصة «رنة الخلخال» والتي تشكل تراثا مصريا قديما، كما قدمت الفرقة أيضا عرض «الربابة» والذي جاء كلوحة متكاملة أضيف إليها المديح النبوي، ومن عمق العادات والتقاليد التراثية تضمنت العروض لعبة «التحطيب».