حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21093

(ماريو) ورواية الهدنة!

(ماريو) ورواية الهدنة!

(ماريو) ورواية الهدنة!

27-02-2016 11:17 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د رشيد عبّاس
رواية (الهدنة) ورواية (بقايا القهوة) هما من اجمل الروايات التي قرأتها في طفولتي, مع ان قراءة هذه الروايات اخذ مني وقتا طويلا كان ذلك على حساب المذاكرة والتحضير للدروس في المدرسة, نعم من اجمل الروايات التي قرأتها في طفولتي والسر في مثل هذه الروايات انك تجد في كل مرة تقرا فيها هذه الروايات تكتشف اشياء جديدة وجديدة, وقد تهيء نفسك رغما عنك للمرور بظلال واحداث مشابهه للاحداث التي مر بها كاتب هذه الروايات الروائي الشهير(ماريو) في اواخر العمر.
(ماريو) كاتب هذه الروايات من اكبر الروائيين في العالم, وقد ترجمت رواياته للعديد من اللغات, وشهدت العديد من خشبات المسارح تجسيدا لرواياته, كيف لا وقد تحدث فيها باحتراف عن انقاذ نهاية الاشياء, وتحدث عن انقاذ فوات الاوان, وتحدث عن خصائص وسمات وميزات خواتيم الامور, ثم تحدث عن مصارحة النفس عند نهاية الاشياء وفوات الاوان وخواتيم الامور, هو من قال: كل شيء يحتاج الى (هدنة), حتى الهدنة تحتاج الى هدنه, واخر طلقه من طلقات الصياد البارع الموجهه لطائر الحسون الانيق تحتاج الى هدنة, واخر رشفة من فنجان القهوة تحتاج الى هدنة.
من يقرأ رواية (الهدنة) ورواية (بقايا القهوة), يتصور بكل بساطة انه اذا اراد شخص احياء وردة في حديقة منزله اذبلها العطش بكمية من الماء فانه يحتاج الى هدنة معها قبل سكب الماء عليها, واذا وقع شخص كبير بالسن بحب فتاة صغيرة السن فانة يحتاج الى هدنة معها قبل تبادل العواطف, (ماريو) يفسر ويعلل لنا ذلك في رواياته المشهورة ان الهدنة عند نهاية الاشياء مقبولة وجيدة وربما تكون ضرورية لكن في هذه اللحظات المتأخرة تكون قد تغيرت الاحلام وتغيرت التطلعات وتغيرت النظرات للاشياء وللحياة عما كانت عليه.
هذه الايام كثر الحديث عن الـ(هدنة) في بعض المناطق الساخنة من العالم العربي الجريح, وانا هنا اضع هدنة حروب هذه الايام في اطار رواية الهدنة ورواية بقايا القهوة لـ(ماريو), فمثل هذه الهدنة ضرورية جدا, لكن ستكون احلام وتطلعات ونظرات وآمال الشعوب للاشياء وللحياة قد تغيرت, وان الهدنة في بدايات الاشياء اقوى واجمل واروع من نهاياتها, ..اقوى كي نخفف ما امكن من تغيرات النظرة للاشياء وللحياة, ونقول للروائي (ماريو) ما هو لون الوردة التي كانت في حديقة منزلك التي اذبلها العطش واسقيتها فيما بعد بالماء, وهل استيقظت من نومها بعد سكب الماء عليها, وهل تغير لونها بعد ذلك, لو كنت مكانك يا سيد(ماريو) لما اوصلت مثل هذه الوردة لمستوى الذبل, فمثل هذه الورود تتعطل شيئا من الوقت اوربما كل الوقت, تتعطل عن انتاج صبغة الألوان الجميلة, وتتعطل عن انتاج الاشواك المعقمة, وتتعطل عن انتاج الروائح الطيبة, عسى ان نعيد للورود الوانها الجميلة, واشواكها المعقمة, وروائحها الطيبة بواحدة من هدنات(ماريو).








طباعة
  • المشاهدات: 21093
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم