29-02-2016 10:06 PM
سرايا - سرايا - اقيمت امس اول السبت في الجمعية الاردنية لعلم النفس امسية شعرية للشاعر والمفكر التنويري كايد عواملة .
والقى عواملة عدد من قصائده التنويرية التي نالت اعجاب الحضور وتنوعت بين الغزلي والتنويري والفكري .
ومن قصائده :
سأمزق ثوبكِ
هذا الأبيضُ آخر جدرانِ العالمِ أهدِمُها عنا
لأَدُلَّ طريقي
لي نهدٌ يعرفني
والأيسرُ دربُ حليبي
والسرةُ تتعبني
هي كأسي
وطنٌ للساني
دائي وطبيبي
فهُنا كتفٌ
عينايَ.. وتعرفُ كيفَ ستأكُلهُ
سأقيمُ الكونَ عليهِ وأقعِدُهُ
وسأتركُ غيماتَ خيوطِ الثوبُ تغادرهُ
كضبابٍ مسَّ الأرضَ أمزِّقُهُ
لي بطنٌ صحراءٌ كثبانٌ
لي عطشٌ في التيهِ يُقلِّبـُني
ولساني ردَّ الصاعَ وقلّبَهُ
صحراؤكِ تيهي
كلُّ يهود الأرضِ أنا
وأنا موسى وعصاهُ
ألقي في الساحاتِ عصايَ
أصابعُ كفي كلُّ أفاعي الأرضِ
وتسعى في الثوبِ وتلْقَفُهُ
لي ظهرُكُ يحفَظُ صدري
يحفظُ دربَ يديَّ ويعبُدُه
يَعْرف كلَّ خطوطِ يديْ
بصماتي
كلَّ عروقِ التعب المنسابِ بسُمْرتها..
يعرِفُ رقصَ خشونَتِها
سأمزقُ ثوبكِ حتى آخرِ حرفٍ خط لساني
وسأطوي صفحة ظهركِ كي أقرأ بين سطور التفاحِ
ما ربُّكِ لكني من علّمَ بالقلمِ.
فأنا من ملأ الصفحاتِ ورتّلَ بالألمِ
وأنا من خطَّ دموعَ الحبرِ على التفاحِ
وحرَّك خلف الأذنينِ حفيفَ الآهِ
قسماً بالنفسِ المكتومِ
ودربِ الفخذِ المنزاحِ
ويدٍ تمنعني عنكِ وترتاحُ
سأُمَّزِّقُهُ..
تعبٌ يشتاقُ إلى تعبي حتى يرتاحَ
ووجهٌ يعتصرُ الآهَ ويعصرني
وأظافرُ في جلدي تغريني
لمشاعرَ خلفَ الماء تروحُ وتجتاحُ
في جسمكِ ينسكبُ الموتُ وترياقُ خلودي
فأنا فصلتُ الجسد المسكوبَ هنا
وأخترتُ زواياهُ
وكتبتُ عليهِ دموعَ الرغبةِ
لي قلمٌ حينَ تخفُّ ذؤابتهُ
أطعنكِ فيهِ وأشحذهُ
كي أكتب تحت الثوبِ جميعَ حروفي
سأمزّقُ ثوبَكِ
أتأنّى فيكِ قليلاً
أتلو هذا الشعرَ عليكِ
فيَرجُونـِيْ الثَّوبُ ويَصرخُ مزقني
وستصرخُ قافلةٌ أخرى
مزقنا
لولاكَ لما كنا
لولاكَ لما قامتْ في الأرضِ الرغبةُ
لولاكَ لما قامتْ في الآهِ النجمةُ
لولاكَ لما طارتْ تحتَ الثوبِ وتحتَ الجلدِ فراشاتٌ
لولاكَ لما هبتْ في السرةِ دربُ الريحِ
وما نبتت
في السرةِ أزهارٌ والنحلُ لِساني