03-03-2016 11:31 AM
بقلم : ديما الرجبي
خيارات المنطقة الشرق أوسطية أصبحت ضيقة وتلف بخناقها على الجسد الشعبي، تارةً تجلده بأمانهِ وأخرى تساومه على لقمة العيش وبدائلها ؟!
منذ أن سطع فجر الثورات، أصبح الكرسي المتربع على عرش الإرادة الشعبية يتميز بالديكتاتورية والنازية الدموية ، أصبحنا نمضي مسيرين لا مخيرين إلى حدٍ ما، سالفاً كانت النداءات تقتصر على غلاء المعيشة وتذمر الشعوب وخلق أحزاب بحلقاتٍ صغيرة لتتحدث بشؤون العامة ومتاعبها، في الزمن القديم ونحن نتحدث عن بضع سنواتٍ فقط لم يكن هنالك جنرالات عسكريين مخابرتيين يتباهون ببساطير حكمهم، ولم يكن الهم الأكبر أبعد من القضية الفلسطينية ولا أقرب من العراق ؟!
أما اليوم فالفاجعة أعظم ، بدأت بلقمة العيش وبوعزيزي وانتقلت إلى سوريا النظام ورايات عديدة تُحلق في سمائها ؟!
هذه حقبة التقسيم والطائفية المقيتة وتفريخ الإرهابيين واستغلال فقر الحكومات في ارضاء شعوبها لصالح المخربين والانتهازين من أصحاب الرايات ، لم تعد العودة ممكنة والقرارات اليوم تحتمل الفوضى أكثر من السلّم وما زلنا نعتقد بأن الهدم صار ضرورةً حتمية لإعادة البناء.
الأردن بلدٌ صغيرةً لها حدود مشتركة مع كل من سوريا من الشمال، فلسطين المحتلة من الغرب،العراق من الشرق، وتحدها شرقاً وجنوباً المملكة العربية السعودية، فهي على مرمى جميع الصراعات الجارية ؟!
من يقول بأننا نقحم أنفسنا بهذا الصراع بتحالفاتنا وطلعاتنا فهو لا يقرأ التاريخ جيداً،
وكثيراً منا يُفضل الحياد على الاتحاد، وجميعنا نخشى مصير غيرنا من الدول المنكوبة وهذا حقٌ مشروع، ولكن دماء شهدائنا أبت إلا أن تكون من الواقفين في صف الحماة والرعاة والمؤتمنين على الأرواح.
ما زالت الأردن تُسجل مواقفاً مُشرفة وتستقبل اللاجئين من الذين فقدوا الأمان في أوطانهم أو الذين أتوا بمحاولة أن يفقدونا الأمان، والأردن لهم بالمرصاد رغم أنف التحديات والأقاويل التي تغتال صمودنا في الحفاظ على أمن هذا الوطن الطيب، نختلف مع الحكومات وسياساتها نعم ولكننا لا نُجيير الوطن لصالح الخارجين عن القانون ولا لأجل لقمةِ عيشٍ مغمسة بدماء أخواننا ، فهذه هي الخيانة العظمى بعينها
الصبر على الشدائد أعظم من خلقها والدماء العربية رخيصة بعيون الأقزام المفصومين الحالمين بالمدينة الفضلى والدين رحمة وعدل ودعاء باصلاح الولاة وليس انقلابٌ على الذات .
في عام 2011 صرح رفيق نصر الله غاضباً على مواقف الأردن المُشرفة قائلاً
” لا يعتقد النظام الأردني انه سيكون بمنأى عن هذه الأحداث، فلدينا خلايا نائمة في الأردن ستتحرك في حال ضربت سوريا وستفتح الجبهات على طول الحدود مع الاردنية مع فلسطين المحتلة لتقض مضاجع النظام ، كما لدينا خلايا نائمة في اليمن وسيناء “.
واليوم نقول للمتخاذلين أتباع الظلام منهم أننا قادرون بعون الله ومن ثم همة القوى الأمنية لدينا ببتر الأيادي البائسة وهدم جميع المحاولات التخريبية التي تحاول تهديد أمن هذا الوطن الطيب الذي جمع وما فرق واحتوى وما أغلق بوجه أحدهم معبراً ولا حدوداً .
ورحم الله شهدائنا جميعهم ففي كل مرةٍ ينتظرون انتكاسةً أردنية نقابلها بعرسٍ وطني ولحمة وطنية وليمزق الخائنون بطونهم غيظاً …
والله المُستعان