03-03-2016 11:49 AM
بقلم : عميد ركن متقاعد احمد ابورمان
صغيراً كنت انتظر عودة ابي _رحمه الله _ من عمله ؛ لأرتدي البريه العسكرية ... وأتقمص دور العسكري واتفنن بأداء التحية ،وضرب قدمي في الارض ، واطلاق لفظة نعم سيدي ...
وكنت أصر على تلميع حذائه العسكري (البسطار) وتعتريني نشوة لا تضاهيها نشوة ... وانتشي برؤية ( الطماقات ) ايما نشوة ...
حلمت ان اكون عسكرياً ... وكان ...
وشرقت عيناي بالدمع فرحاً حين ارتديت البريه والفوتيك ... وعاهدت الله ومن ثم الوطن أن اكون الجندي المخلص ... والابن البار ...
وكنت ادري ان العسكري يحمل روحه على كفه ... معتزاً بشرفه العسكري
تلك القصة التي قد لايعرفها الكثيرون ممن لم يحظوا بشرف الانخراط بالسلك العسكري اولم تتح لهم فرصة الالتحاق ...
نعم للعسكري شرف مضاف الى شرفه ... شرفه العسكري
شرف لا يدانيه شرف ... وشعور بالكرامة التي لا تدانيها كرامة
كيف لا والشعار يزين مفرق الهامة التي لا تنحني الا لله في طقس عبادة
هكذ علمونا وهكذا تعلمنا ...
واكثر ان الاوطان لا تقوم بغير امان ، وان الامان لا يكون بغير قوة ، وان القوة تحتاج الى ضمائر ابنائها الشرفاء ... واستعدادهم للذود عن الحياض والارض والعرض ... وحسبكم شرفاً يعادله شرف ؛ ان يستشعر المرء انه جزء من امان وطنه وكرامته وعنفوانه ...
هكذا عرفنا العسكرية ومبادئها ...
وهكذا جهدنا ان نكون عبر سنوات العمر الاحلى وعنفوان الشباب ...
اعطينا كلٌ بما يرتاح اليه ضميره ... وترتضيه كرامته ...
اكثر من انصاف اعمارنا قضينا بمعترك العسكرية ...
وليت اعمارنا كلها تكون للاوطان ...
مشاريع شهادة كنا ... ومشاريع شهادة نظل ...
وهل اجمل من ان نلقى الله بعيون ساهرة وقلوب صادقة بحب اوطانها ...
الف رحمة على شهدائنا في حواصل طير خضر في عليين ...
وسلام على وطن لا نرتضي بديلاً ولا حولاً عنه ...
" وفدوى لعيونك يا اردن ... مانهاب الموت حنا "