03-03-2016 12:20 PM
سرايا - سرايا - أثارت الندوة التي عقدتها الجمعية الفلسفية الأردنية حول مخطوطات قمران الكثير من النقاشات حول طبيعة هذه المخطوطات ودلالاتها التاريخية ودورها في التثبت من جذور النصوص الدينية , وخاصة نصوص العهد القديم.
وتحدث في هذه الندوة الدكتور عمر الغول استاذ الآثار في جامعة اليرموك , مستعرضا تواريخ اكتشاف هذه المخطوطات التي ابتدأت في العام 1947 وامتدت الى العام 1956 , حيث تم العثور على آلاف المخطوطات في 11 كهفا في مناطق جغرافية متقاربة تقع في الجهة الغربية للبحر الميت. وقد تم بيع هذه المخطوطات لعدة جهات محلية ودولية من قبل الذين اكتشفوها, وحصل المتحف الفلسطيني على عدة لفائف منها عن طريق الشراء وشكل لجنة من الخبراء لدراسة هذه المخطوطات والتثبت من نصوصها.
وأشار الغول الى ان اغلب هذه اللفائف كان محفوظا في جرار فخارية باستثناء مجموعة كانت موجودة على أرضية أحد الكهوف مما حولها الى جذاذات بلغت 15 ألف جذاذة , وحصلت عمليات بيع لهذه الجذاذات , حتى أنها كانت تباع بالسنتمتر المربع.
كما أشار الغول أن أغلب النصوص كانت موجودة على شكل رقوق جلدية , مع وجود بعضها على هيئة أوراق البردي, ووجود لفيفة واحدة نقشت على صفيحة نحاسية , وهي الافضل من جهة سلامة الحفظ.
وأشار الغول أن أكثر من ثلاثة أرباع هذه المخطوطات تتضمن نصوصا من العهد القديم , سواء كانت نصوصا قياسية أو نصوصا بصياغات مختلفة. منوها في الندوة التي عقدت في منتدى الفكر الاشتراكي إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تتمثل في كونها تمثل نصوصا مبكرة من العهد القديم تعود الى القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد , وهي فترة تسبق التوحيد النهائي لهذه النصوص والذي حصل في عام 100 ميلادية , مما يمثل فرصة بحثية لدراسة الكيفية التي تشكل بها العهد القديم الذي بين أيدينا. واستبعد الغول أن تكون المنطقة التي اكتشفت فيها هذه المخطوطات هي المنطقة التي كان يقطنها الأسينيون الذين خرج من بينهم يسوع الناصري. ونوه الغول في نهاية الندوة أن نتائج الدراسات حول هذه المخطوطات لم تعلن لغاية الآن من قبل القائمين على دراستها. وفي المداخلات برزت العديد من الاعتراضات على الرواية التي قدمها الغول حول طبيعة هذه المخطوطات ودلالتها التاريخية. وكانت مداخلة الباحث فاضل الربيعي من أهم هذه المداخلات , والتي أشار فيها أن الغول يتبنى الرواية الاستشراقية حول هذه المخطوطات.