05-03-2016 09:37 AM
بقلم :
تأملت الظلم والضيم في هذه الحياة ؛ فوجدت عدم الوفاء ونكران المعروف والجميل هو الأكثر مرارة” وهو الأشد قسوة” ...
يقول الله تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ؛ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ( صدق الله العظيم ) .
فربكم الذي أوجدكم من عدم„ وتكفل بكم وبأرزأقكم ؛ وغمركم بنعمه الظاهرة والباطنة وسخر لأجلكم كل مخلوقاته ؛ يستحق منكم الثناء والشكر والعبادة ؛ فداوموا على شكره وعلى عبادته كما أمركم في كتبه السماوية وفي وقرآنه ؛ وكما فصل لكم كل رسله وأنبياءه ...
وإياكم أن تتنكروا لفضل أبايكم عليكم ؛ وادعوا لهم في صلاواتكم وفي حلكم وترحالكم ، وأطلبوا لهم الرحمة والمغفرة من ربكم ؛ فإن الدعوة للوالدين هي وفاء للآباء ، وهي قربى لربكم وعبادة ...
وإن الآباء الذين غمروكم بالحب والحنان ، وضحوا لأجلكم وأنتم صغارا” وكبارا” ، وكابدوا العناء لأجلكم ، وواجهوا الوان الشقاء ليحققوا لكم السعادة ... يستحقوا منكم مواصلة الدعاء بالرحمة والمغفرة ، وإن دعواتكم لوالديكم هي قربى من الله وطاعة ...
وإن إحتظنتم صغاركم أوحملتموهم فوق أكتافكم وأنتم فرحين مسرورين ... فإن آبائكم أحتضونكم من قبل مسرورين وفرحين ؛ وحملوكم على الأكتاف وهم في قمة السعادة حين كنتم صغارا ... فادعوا لهم بالمغفرة والرحمة من الله ؛ فإن دعائكم وفاء لهم وقربى من الله وطاعة ...
وإن أطعمتم أطفالكم بحنان ورحمة ؛ وإن احتظنتموهم بشوق„ وبهجة ؛ وإن تألمتم لأوجاعهم وبكيتم لغربتهم ولأسفارهم ... فتذكروا آبائكم يوم عانوا كل ما عانيتموه ؛ وقدموا لكم كل ما قدمتوه حين كنتم صغارا ... فادعوا لهم بالعفو والمغفرة والرحمة ؛ فإن دعائكم وفاء لهم وقربى لربكم وطاعة ...
إن قال لكم صغيركم : بابا أو ماما ... فأنتم قلتموها لآبائكم قبل ذلك فغمروكم بالحب والحنان والرعاية ... فأدعوا لآبائكم وأنتم صادقين ومخلصين ؛ فإن آبائكم داوموا على الدعاء لكم في كل دقيقة وساعة ... فادعوا لآباءكم بالعفو والمغفرة والرحمة ؛ فإن دعواتكم وفاء لهم وهي قربى لربكم وطاعة ...