08-03-2016 09:46 AM
سرايا - سرايا - تلتف بعض المخابز في الزرقاء على تسعيرة الخبز المدعوم، بأرغفة غير ناضجة بشكل تام، حتى يدفع الزبون- في حال رغب بها ناضجة- 5 قروش إضافية لكل رغيف، أو إنتاج الخبز الصغير على حساب الأرغفة الكبيرة، التي كثيرا ما تكون غير طازجة، فيضطر البعض لشراء الطازج منها وهو الصغير الذي يباع بضعف سعر الكبير تقريبا.
ورغم تحديد سعر الكيلو غرام من الخبز المشروح بـ18 قرشا، إلا أن معظم المخابز التي تنتجه تبيعه بالرغيف لا بالوزن، بسعر 10 قروش للرغيف الواحد، ومع هذا يصر بعضها على تقاضي 5 قروش إضافية لقاء "تنشيفه" وهي العبارة التي تدل على رغبة الزبون برغيف ناضج بشكل تام.
يقول معتصم عصفور، إنني أحيانا أشتري أرغفة غير ناضجة بشكل تام "نصف بيضاء"، لذلك أطلب من الخباز "تنشيف" رغيفين لكنه طلب 5 قروش إضافية لقاء ذلك، دفعها "مرغما" لأنه "دفع قبلها دينارا لإيقاف مركبته في موقف خاص" لم أرغب في التنقل بين أحياء المدينة المتكدسة بالمركبات بحثا عن مخبز آخر".
ويقول معتصم، إن الحصول على رغيف خبز مشروح طازج لوجبة الافطار ليس سهلا كما كان، "اشتريت بعدها من ثلاثة مخابز، وحصلت على النتيجة ذاتها، خبز غير ناضج".
أما المواطن ياسين الجنيدي، فقال إن العديد من مخابز المشروح تلجأ إلى انتاج خبز غير ناضج بشكل تام للتوفير في استهلاك المحروقات، رغم أن معظمها يعمل بالغاز المنزلي حاليا، لكنه لم يواجه طلبا باجرة إضافية لـ"تنشيف" الرغيف إلا من مخبز واحد، ولم يعد يشتري منه.
وأضاف " اختلفت الطريقة لكن النتيجة ذاتها والمتضرر هو الزبون؛ إذ أن انتاج الخبز بأقل درجات النضوج ليس جديدا في الزرقاء، لكنه كان في السابق لزيادة الوزن، أما اليوم لتوفير المحروقات".
غير أن الخبز غير الناضج بدرجة كافية ليس صحيا كما تقول اختصاصية التغذية نسيبه محمد، لأن ارتفاع نسبة الرطوبة في الخبز غير الناضج يؤدي إلى تعفن المنتج بسرعة، وقد يتسبب بإفرازات سامة ولها آثار مضرة.
ويقول المواطن علاء الدين، إنه يتنقل على عدة مخابز للحصول على رغيف كبير طازج، لكنها تكون في العادة مغلفة أو تم خبزها في وقت سابق، فالمتوفر عادة في "بيت النار" هو الصغير، الذي يباع بضعف السعر باعتباره "محسنا".
وتبين ميس محمد، أن الخبز الكبير متوفر في معظم المخابز لكن لا يكون طازجا بالقدر الكافي لبقائه صالحا للأكل في اليوم الذي يلي يوم الشراء، سيما وأن العديد من الأسر تحرص على شراء كمية تكفي ليوم كامل أو يومين تجنبا لمشقة الذهاب والاياب.
تضطر ميس في كثير من الاحيان للقبول بالأمر الواقع وشراء المتوفر من الخبز مع شعورها بالغبن "اشتري الخبز واحتياجات المنزل لدى مغادرتي العمل، ومن ثم أستقل تاكسي بوجهة واحدة إلى البيت".
لكن بعض اصحاب المخابز يؤكدون التزامهم بانتاج رغيف خبز جيد رغم ارتفاع تكاليف الحياة وليس بالضرورة ارتفاع تكاليف مدخلات الانتاج، لكن ما يحدث أحيانا، وفقا لصاحب فرن حجري طلب عدم ذكر اسمه "طلب اضافي" من الزبون بالحصول على رغيف محمص "ولا ضير في حصولنا على ثمن لقاء ذلك".
وقال "ارتفعت ايجارات العقارات والمحال التجارية ومنها المخابز بعد تطبيق قانون المالكين، كما أرتفعت اجرة الأيدي العاملة".
واكد مدير صناعة وتجارة الزرقاء عماد البزور ان معظم المخابز في الزرقاء ملتزمة بالشروط والمواصفات القياسية، وتعليمات وزارة الصناعة والتجارة بضرورة التقيد بإعلان الأسعار وإنتاج وتوفير مادة الخبز العربي الكبير المنتج من الطحين الموحد والمحدد سعره رسميا بـ16 قرشا من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة مساء.
وأشار البزور الى أن التعليمات الصادرة في العام 2008 سمحت للمخابز بإنتاج الخبز الصغير من مادة الطحين المدعوم، لكن المخبز الذي لا يوفر الخبز الكبير منذ السادسة صباحا وحتى الثامنة مساء، تتم مخالفته وتحويله إلى القضاء.
وقال إن طلب بعض الزبائن الحصول على الخبز المشروح "محمص"، لا يعني بالضرورة أن الخبز غير ناضج، لكنه قال إنه في حال تلقت المديرية شكوى بهذا الخصوص فإنها تقوم بتحرير مخالفة بحقه.
وبين نقيب اصحاب المخابز عبدالاله الحموي إن معظم المخابز تلتزم بإنتاج رغيف خبز على درجة عالية من الجودة، لكن ذلك لا يعني عدم وجود من يخالف، داعيا إلى إبلاغ النقابة عن أي ملاحظة بهذا
الخصوص.
وبخصوص الخبز المشروح قال الحموي، إن كلفته عالية ومردوده قليل لا يتعدى 12 دينارا لكل طن من الطحين (20 شوال)، رائيا الحل بالاقتراح الذي قدمته النقابة في وقت سابق بالتدرج في رفع الدعم عن الخبز.
وكانت الحكومة قد بدأت برفع الدعم عن الخبز تدريجيا منذ عام 1996 حيث اتجهت المخابز حينها إلى إنتاج نوعين من الخبز الأول من الطحين المدعوم ويباع بحسب التي حددتها الحكومة بالاتفاق مع اصحاب المخابز 160 فلسا للكيلوغرام و180 فلسا للطابون بدون تغليف، والثاني "الصغيرالمحسن" المصنوع من دقيق "الزيرو" يباع بسعر أعلى ارتفع بعد زيادة أسعار المحروقات الأخيرة إلى 250 فلسا للكيلوغرام.
وفي العام 2008 أصدرت وزارة الصناعة والتجارة تعليمات جديدة سمحت بموجبها للمخابز بانتاج الخبز الصغير من الطحين المدعوم لصبح الفرق بينه وبين الخبز الكبير بالحجم فقط، لكنها أبقت على سعر البيع "المحسن".